كيف تصبح عبقرياً

0 518

منذ فترة وقع بين يدى تسجيل للدكتور مصطفى محمود يتحدث فيه عن الفرق بين الإنسان العبقري والإنسان العادي، وحيث إن هذا الفارق مهم، وكثيرا منا يود أن يصبح ذو قدرة على التفكير والاستيعاب واكتساب قدرات مُعَتبرة في التعامل في الحياة وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالاشتغال في العلم والبحث العلمي أو على أقل تقدير تطوير طرق حياة يومية أفضل، فإن الحديث عن هذه الموضوع يكتسب طابعا خاصا جدا، وخصوصاً عندما يوحى ببعض الأمل في تحسين القدرات الذهنية والعقلية، وهو ما سوف يعنكس على الأداء.

 

لقد ذكر الدكتور مصطفى أن الفرق بين العبقري والشخص العادي هو القدرة على اختراق حجاب المألوف، كما أنه – أي العبقري – يستطيع الخروج من أسر العادة وهى بالطبع الأشياء التي اعتاد التعامل معها، ومن ثم سوف يتوقع نتائجها حتى قبل أن تحدث، وهى بالتالي تجعله مثل الأسير المكبل، حيث إن هذه العادة سوف يكون لها تأثير على تفكيره، وهو ما يولد لديه انطباع محدد حول ما يظهر له من أمور.

 

إن أول طريق لكى تمتلك بعضاً من العبقرية هي السؤال والاستفسار ومحاولة البحث بطريقة منظمة لما يطرأ لك من مشكلات وظواهر، حيث ذكر الدكتور مصطفى ذلك حين قال: “إن العبقري حين يشاهد ظاهرة – يعتبرها العامة عادية – يقول إن هذه الظاهرة غير عادية وأن هذه الظاهرة لابد لها من تفسير مثل ما حدث في قانون الجاذبية والتفاحة مع نيوتن”، إن العبقري وذلك الشخص الذي يستطيع الخروج من إيثار العادة، وهو ما يأخذه بالضرورة إلى خرق حجاب المألوف وهو ما يحقق له ذلك التميز.

 

إن السبب الثانى الذى يعتبر هاما جداً هو صفة خُلقية وليست خَلقية، وهى بذلك من الأخلاق وليست من الخِلقة، في الشخص العبقري وهى الخروج عن العادات، إن هذه الصفة هي التي تفرق بين العبقري والشخص العادي، وذلك لأن حدود الشخص العادي في حياته تخضع لمؤثرات حياته اليومية، مما يجعله في انشغال في أمور حياته اليومية مثل الأكل والشرب ومشتهيات النفس وحب المال حب الشهرة والأطماع والنزاعات، وهو ما ينعكس سلباً على حرية التفكير الخّلاق ويؤثر على طريقة عمل المخ.
 
إن انشغال العقل في مثل هذه الأمور اليومية تجعله مأخوذا بحكم العادة في نوع من العلاقات المألوفة، مما يعطل القدرة على التفكير بخيال مجنح ويصل بالشخص العادي إلى نوع من الاستعباد لهذه العادات المألوفة، لقد ذكر دكتور مصطفى شرط العبقرية حين قال: “إن شرط العبقرية هي الخروج من هذه العادات والخروج من المحبوبات المألوفة مثل الأكل والشرب والمشتهيات التي يلهث الناس خلفها مثل حب وجمع المال والشهرة والسمعة”، وعلى هذا فإن الجزء الأكبر من العبقرية يخضع بالضرورة لحاجة الإنسان لأن يكون عبقريا بتجنب تلك الأمور التي تشكل على تفكيره نوعاً من الضغط وهو ما سوف ينتج عنه تفكير حر والذي بدوره سوف يدعم القدرة تفيد الأعمال بشكل أفضل، مما يحسن طريقة الحياة اليومية.
 
لقد لخص الدكتور مصطفى مُجمل شروط العبقرية حين قال: “إن أهم صفة في الإنسان أن يقاوم ما يحب ويتحمل ما يكره، وهى أساس الإنسانية كلها”، وهو ما سوف يكسر بدروه هذه الشرنقة التي تؤثر على تفكيره في شئون الحياة اليومية الروتينية ويحقق بها مزيد من التميز والرقى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد