هل تعلم من هم الذين تحداهم القرآن ؟

2 550

هل هم العرب ؟ هل هم اللغويون ؟ أم وجه تحديه لطلاب العلم كافة حتى أولئك الذين تخصصوا في بقية المعارف و لم يتسنى لهم أن يحصلوا من العربية إلا بسائطها و لم يدرسوا اللغة في عمومها أو لم يتعمقوا درسها ؟


 
إن موضوع التحدي قد وضحه الله تعالى في قوله : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)، الآية 23، سورة البقرة.
 
و يدرك الناظر في الآية، أن الله تعالى قد تحدى البشر جميعهم. ذلك أن الآيتين السابقتين لهذه الآية تدلان على ذلك، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ .:. الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) الآيات 21 و22، سورة البقرة.

 
فالكلام موجه للناس بعمومهم.. و ألطف من ذلك أن الناظر في الآيتين الأخيرتين ير أنهما أشارتا إلى جميع أصناف العلوم، من الخلق و ما يتصل به..
 
كعلم الأحياء و البيولوجيا، إلى التاريخ و ما يتصل به من دراسة الأمم السابقة و الاعتبار بها..
 
إلى الأرض و ما يتصل بها، من علم ما فيها من الكائنات و ما بها من طبقات، و ما على سطحها من أنهار و من تراب و ما فيها من زلزل و براكين و إلا فلماذا قال تعالى : فراشا ؟..
 
إلى السماء و ما يتصل بها من علوم الفضاء و علوم الفلك و السواقط ( كالمطر و البرق و الرعد)..
 
إلى البناء و ما يتصل به من علم العدد و الحساب و الأطوال و الأشكال و الإحصاء و الاحتمالات..
 
لأن الناظر في بناء الأمم التي أشار إليها أول الآية قد تساقط و اندثر فمال هذا البناء باق على حاله و لا أحد يرممه إن لم يكن وراءه خالق؟..
 
و إنما قال بناء و لم يقل سقفا هنا بخلاف بعض الآيات، و الله أعلم بقصده، لأنه يتحدى أصحاب المهارات و الحسابات و الإحصاءات..
 
و يتحدى الملمين بعلوم الحساب بأصنافها بما فيها علم العدد الذي يبحث في جزء منه في الكميات و القياسات.. و علم الهندسة الذي يبحث في الأشكال.. و البناء إذا رجعنا لعلم الجبر العام نجده أجل ما يبحث فيه..
 
ثم علوم الماء و ما يتصل به من تحولات كيميائية لكون الإخراج يأتي بحدوث تلك التحولات و العمليات..
 
و لم يكن أحد يلم بذلك.. ثم علم الثمار و ما يتصل به من علوم النبات.. و علم الأرزاق و ما يتصل به من علم التصرف و إصلاح المال و التجارة.. و غيرها.. فانظر هذه الأسرار العظيمة.. كيف نشأت..
 
فإن كانت هذه هي أصول علوم الإنسان وفروعها، المتصلة بحياته، و عقله.. فإن الله تعالى تحدى هذا الإنسان بكل علومه إن هو لم يدرك عظمة الله تعالى و لم يقر بوحدانيته، و لم يؤمن برسالته، أن يأتي بسورة من مثل كتابه الذي أنزل..

 
فالتحدي، كما هو واضح، كان لكل الناس بمختلف ميادينهم و مناهجهم.. و هذا التحدي ، كما أشرت، يلزم كل من بلغه من الناس، أميهم و قارئهم، عربهم و عجمهم.. لا فرق بينهم إلا في اتباع الحق.. و التزامه و محبة أهله..

2 تعليقات
  1. محمد حداد يقول

    معلومات تستحق التقدير والثناء

  2. احمد يقول

    nice information

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد