الفايكنج … صور ومعلومات

0 1٬140

الفايكنج (فايكنج)، (بالإنجليزية: Viking)، هم وثنيين من الدانمارك والنرويج والسويد. وقد استوطنوا أيضًا جزر فارو وجزيرة أيرلندا وآيسلندا وإسكتلندا (كيثنيس وهبريدس والجزر الشمالية) وجرينلاند وكندا.


 

خريطة مدن الفايكنج في إسكندنافيا
خريطة مدن الفايكنج في إسكندنافيا

اشتهر الفايكنج بضخامة جثثهم، وغلظتهم، وبراعة ملاحتهم، وسفنهم الطويلة، واستطاعوا في بضعة مئات من السنين السيطرة واستعمار سواحل أوروبا وأنهارها وجزرها، حيث أحرقوا وقتلوا ونهبوا، كما وصل الفايكنج إلى آيسلندا وجرينلاند ونيوفاوندلاند والأناضول. بالإضافة إلى ذلك، قارة أمريكا الشمالية.
 
ينحدر الفايكنج من قوم جرمانيين عاشوا في شمال غربي أوروبا، ثم تحولوا إلى بلاد إسكندنافيا، حيث عاشوا في مجموعات صغيرة، لكل مجموعة ملك أو سيد يحكمها. وانقسم مجتمعهم إلى ثلاث طبقات: الطبقة الأولى طبقة النبلاء وهم الملوك والأسياد والأثرياء، والطبـقة الثانية الأحرار وهم الزراع والتـجار وموظفـو الدولة، والطبقة الثالثـة والأخيرة هي طبقة العبيد، وهم إما أرقاء بالميلاد، أو أسرى حرب.
 

سفن الفايكنج
سفن الفايكنج

عمل معظم الفايكنج بالزراعة وتربية الماشية، كما عمل بعضهم بصيد السمك أو ببناء السفن، وبعضهم الآخر بالتجارة، وهؤلاء هم الذين جابوا البحار طلبًا للتجارة.
 
هناك العديد من الآراء المختلفة التي تتعلق بالأسباب التي أدت إلى غزوات الفايكنج. فبالنسبة للناس الذين يعيشون على طول الساحل، يبدو لهم سعي الفايكنج للحصول على أراض جديدة بالقرب من البحر شيئًا طبيعيًا. وهناك سبب آخر ألا وهو أنه خلال تلك الفترة كانت إنجلترا وويلز وأيرلندا، التي كانت مقسمة إلى ممالك عديدة مختلفة ومتحاربة، في حالة من الفوضى الداخلية وأصبحوا فريسة سهلة للغزاة.
 
وبرغم ذلك، دافع الفرنجة عن سواحلهم جيدًا وحصّنوا الموانئ والمرافئ بشكل كبير. وقد يكون التعطش الخالص للمغامرة أحد العوامل التي أدت للغزو، أيضًا. ويعتقد البعض أن السبب وراء هذه الهجمات هو الزيادة السكانية الناجمة عن التقدم التكنولوجي، على الرغم من أنه كان يمكن أن يكون هناك سبب آخر جيد وهو الضغط الذي سببته توسعات الفرنجة إلى الجنوب من الدول الإسكندنافية، وهجماتهم المتلاحقة على شعوب الفايكنج.

سفينة للفايكنج
سفينة للفايكنج

وهناك عامل مساعد آخر وهو قيام هارالد الأول ملك النرويج بتوحيد النرويج في هذا الوقت، وكان الجزء الأكبر من الفايكنج محاربين نازحين تم طردهم من مملكته والذين لم يكن لديهم مكان يذهبون إليه. ونتيجة لكل لذلك، أصبح الفايكنج غزاة، بحثًا عن مورد رزق وقواعد يشنون منها غارات مضادة ضد هارالد.
 
كان الفايكنج مجهزين بسفن طويلة متفوقة تقنيًا؛ لأغراض تجارية وبرغم ذلك كان نوع آخر من السفن، يسمى كنار، وهو نوع أوسع وأعمق في هيكله، عادة ما يُستخدم. وقد كان الفايكنج بحارة أكفاء وبارعين في حروب البر والبحر وغالبًا ما كانوا يضربون أهدافًا سهلة المنال وضعيفة دفاعيًا، وعادة من حصن قريب. وقد أكسبت فعالية هذه التكتيكات الفايكنج سمعة كبيرة كمغيرين وقراصنة.

محاربين من الفايكنج
محاربين من الفايكنج

استخدم الفايكنج سفنهم الطويلة للسفر لمسافات كبيرة والحصول على فوائد تكتيكية مؤكدة في المعارك. فكان بإمكانهم تنفيذ هجمات الكر والفر بكفاءة عالية، فكانوا يقتربون من أحد الأهداف بسرعة، ثم يغادرون بنفس السرعة قبل شن هجوم معاكس محتمل.
 
وبسبب مشروع السفن المتواضع، تمكن الفايكنج من الإبحار في المياه الضحلة، مما مكنهم من غزو الأراضي الداخلية البعيدة على طول الأنهار. وكانت سرعة هذه السفن مذهلة أيضًا، فيبلغ الحد الأقصى لها 14–15 عقدة‏ (26–28 كم/ساعة). وانتهى استخدام السفن الطويلة عندما تغيرت التكنولوجيا.
 
وعلى الرغم مِنْ سمعة الفايكينج السيِّئة وطبيعتهم الوثنية الوحشيةِ، تحول الفايكينج خلال قرن أَو إثنين من الزمان إلى المسيحيةِ واستقرّوا في الأراضي التي هاجموها مسبقاً، وفي نفس الوقت بنى الفايكنغ مستوطنات جديدةَ في آيسلندا، جرينلند، أمريكا الشمالية، والأطلسي الشمالي، إضافة إلى تَأسيس ممالكِ في شبه الحزيرة الإسكندنافية على طول الحدود مع الممالكِ الأوروبيةِ في الجنوبِ. ونتيجة لاندماجهم في أراضيهم الجديدةِ أصبح منهم المزارعين والتُجّارَ إضافة إلى الحُكَّامِ والمحاربين.

صورة تمثل معارك الفايكنج
صورة تمثل معارك الفايكنج

وقد تعرضت شواطئ إنجلترا الشرقية، وأيرلندا وأسكتلندا لغزوات الفايكنج النرويجيين خلال القرنين الثامن والتاسع الميلاديين، كما أنهم غزوا ونهبوا أجزاء من فرنسا وإيطاليا وأسبانيا، ووصلوا حتى آيسلندا وجرينلاند، بل إنهم وصلوا حتى أمريكا حيث استقروا لفترة من الزمن على شاطئها الشرقي، كما دلت على ذلك آثارهم الباقية هناك.
 
أما الفايكنج الدنماركيون فقد ركزوا هجومهم على بلجيكا وفرنسا، والأراضي المنخفضة (هولندا)، وإنجلترا. واستقروا في شرقي إنجلترا حتى اضطرهم الملك الإنجليزي ألفرد الأكبر للانسحاب من هناك.
 
أما الفايكنج السويديون، فقد غزوا على امتداد الأنهار في أوروبا الشرقية في القرن التاسع الميلادي، وأنشأوا هناك في أرض السلاف طرقًا ومراكز تجارية، كما أنهم سيطروا على طرق التجارة بين بحر البلطيق والبحر الأسود.

صورة من متحف الفايكنج في النرويج
صورة من متحف الفايكنج في النرويج

أدى وجود الفايكنج في ثلاثة مواقع في إسكندنافيا إلى ظهور ثلاثة شعوب هناك، هم الدنماركيون، والنرويجيون، والسويديون، كما أن هجماتهم المستمرة على إنجلترا أدَّت إلى توحيدها.
 
وعند موت أحد أفراد (الفايكنج) الأثرياء، كان يوضع جثمانه عادة في سفينة ممتلئة بمتعلقاته ثم تُدفن السفينة في الأرض أو تُحرق. وفي الصيف كان (الفايكنج) يمتطون ظهور الجياد أو يركبون عربات تجرها الجياد أو الثيران. وفي الشتاء عندما تُغطي الثلوج الأرض، كانوا يستخدمون الزلاجات. وكان (الفايكنج) من المزارعين وصيادي السمك والبحارة، كما اصطادوا الحيوانات البرية طلباً للحومها وجلودها.
 
كانت لغة (الفايكنج) تتكون من ستة عشر حرفاً، وكل حرف يتكون أساساً من خطوط مستقيمة يسهُل نحتها على الخشب أو الحجر، وكانت هذه اللغة تُستخدم لكتابة الرسائل. أما القصص والحكايات الطويلة، فكانت تُروى عادة ويحفظها الناس عن ظهر قلب ثم يكررونها، بدلاً من كتابتها.

متحف الفايكنج في النرويج
متحف الفايكنج في النرويج
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد