العمرة … فضلها وأنواعها، وشرح أخطاء العمرة

0 797

العمرة هي زيارة المسجد الحرام في مكة للقيام بمناسك خاصة، كالطواف، السعي، والحلق. والعمرة مشروعة بأصل الإسلام، أما حكمها فذهب العلماء إلى قولان؛


 
الأول يرى أنها واجب، وهو مذهب أحمد بن حنبل والشافعي، واستندوا في رأيهم على ما رواه أهل السنن عن أبي رزين العقيلي أنه أتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال: “إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: حج عن أبيك واعتمر”، وما ذكر في القرآن: {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ…}، أما الرأي الثاني فيرى أنها سنة وهو مذهب مالك بن أنس وأبي حنيفة واستندوا في ذلك إلى ما رواه جابر بن عبد الله أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم سئل عن العمرة: “أواجبة هي؟ قال: لا وأن تعتمر خير لك”.
 
فرضت العمرة في السنة التاسعة للهجرة، ويصح أداء العمرة طوال أيام السنة، بمعنى أنه لا وقت محدد لها باستثناء أيام الحج، والعمرة تختلف علن الحج؛ إذ أن الحج ركن من أركان الإسلام وواجب على كل مسلم قادر، كما أن له وقت محدد لأداء مناسكه وهذا عكس العمرة. تبدأ مناسك العمرة بأن يقوم المعتمر بالإحرام من المواقيت المحددة، ثم التوجه إلى مكة ودخول المسجد الحرام، يقوم المعتمر بعد ذلك بأداء الطواف ثم السعي بين الصفا والمروة، وتنتهي المناسك بالحلق أوالتقصير.
 
فضل العمرة:
وردت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل أداء مناسك العمرة، وعن الثواب الذي يجنيه المسلم جراء أداء هذا النسك، ومن أبرز هذه الأحاديث: ما رواه أبو هريرة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”، وما ورد في سنن ابن ماجة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم”، وما رواه عبد الله بن عمر عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من طاف بالبيت، لم يرفع قدما ولم يضع أخرى إلا كتب الله له حسنة، وحط عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة”، وما ورد في صحيح البخاري عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: “عمرة في رمضان تعدل حجة”، وما ورد في سنن الترمذي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: “تابعوا بين الحج والعمرة، فإن متابعة بينهما تنفي الذنوب بالمغفرة كما ينفي الكير خبث الحديد”، وما روته عائشة بنت أبي بكر عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال لها في عمرتها: “إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك”.
 
أنواع العمرة:
العمرة المفردة.
عمرة التمتع، وهي بمثابة الجزء من حجُ التَّمَتُّع.
في العمرة المفردة يخيّر الرجل بين حلق شعره وتقصيره، أما في عمرة التمتع فعليه أن يقصرّ ولا يجوز أن يحلق. العمرة المفردة تقع في أي يوم من السنة، وأما عمرة التمتع فيجب أن تكون في أشهر الحج (شوال، ذو القعدة، ذو الحجة) وتلحق بحج التمتع في نفس السنة. إحرام عمرة التمتع يجب أن يقع في أحد المواقيت البعيدة ولا يصح في أدنى الحل – وفي بعض الصور خلاف -، أما إحرام العمرة المفردة فيمكن إيقاعه في أدنى الحل.
 
المواقيت:
المواقيت هي الأماكن التي حددها النبي محمد صلى الله عليه وسلم لمن أراد أن يحرم لأداء مناسك العمرة أو الحج، وهي كالتالي:
ذا الحليفة: تسمى الآن آبار علي وهي أبعد المواقيت عن مكة، وهي الميقات المخصص لأهل المدينة المنورة، وكل من أتى عليها من غير أهلها، وتبعد عنها حوالي 18كم.
الجحفة: وهي ميقات أهل الشام ومصر والسودان وكل دول المغرب العربي ومن كان وراء ذلك، وقد اندثرت هذه القرية حالياً، وحلت مدينة رابغ محلها فأصبحت هي الميقات البديل.
قرن المنازل: يسمى أيضاً ميقات السيل الكبير، وهو الميقات المخصص لأهل نجد، ودول الخليج العربي وما ورائهم، ويبعد عن مكة حوالي 74كم تقريباً.
يلملم: وهو ميقات أهل اليمن، وكل من يمر من ذلك الطريق، وسمي الميقات بهذا الاسم نسبة لجبل يلملم.
ذات عرق: هو ميقات أهل العراق وما ورائها، وهذا الميقات لم يذكر في حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن المواقيت، ولكن تم تحديده من خلال الخليفة عمر بن الخطاب.
ميقات أهل مكة أهل مكة يحرمون من بيوتهم أو المسجد الحرام إن شاءوا، فإن عليهم أن يخرجوا إلى حدود الحرم للإحرام إما من التنعيم أو عرفة.

 
أخطاء العمرة:
 
أولاً: أخطاء في الإحرام:
1- تجاوز الميقات دون إحرام، والواجب على من قصد مكة للحج أو العمرة أن يحرم من الميقات الذي يمر به، ولا يتجاوزه دون إحرام.
2- الاعتقاد بأن الإحرام هو ارتداء ملابس الإحرام التي هي الرداء والإزار، وهذا غير صحيح، بل لا بد للإحرام من نية الدخول في النسك.
3- اعتقاد أن أداء ركعتين قبل الإحرام شرط لصحة الإحرام.
4- وضع الطِّيب على الرداء أو الإزار قبل الإحرام، والسنة وضع الطِّيب على البدن قبل الإحرام، أما ملابس الإحرام فلا يطيِّبها، وإذا طيبها لم يلبسها حتى يغسلها أو يغَيِّرها.
5- اعتقاد أن الغسل أو الوضوء عند الإحرام واجب، وإنما هو مستحب، فلو أحرم من غير وضوء ولا غسل فإن إحرامه صحيح.
6- الجهل بمواقيت الإحرام التي حددها الشرع، وعدم مراعاة تلك المواقيت وخاصة من الحجاج القادمين عن طريق الجو، لأن الواجب على الحاج أو المعتمر أن يُحرم من الميقات أو ما يُحاذيه، فإن اشتبه عليه الأمر أحرم قبل الميقات احتياطاً ولا يتجاوز الميقات دون إحرام كما سبق.
7- كشف المحرم كتفه الأيمن دائماً من حين إحرامه من الميقات، وهو ما يسمى بـ”الاضطباع” وهو خلاف السنة، وإنما فعل النبي – صلى الله عليه وسلم – ذلك في طواف القدوم وطواف العمرة، فإذا انتهى المحرم من طوافه أعاد رداءه على كتفيه في بقية المناسك.
8- التحرج من تغيير لباس الإحرام أو غسله مع أنه لا حرج في ذلك.
9- اعتقاد أن كل ما كان مخيطاً لا يجوز لبسه، فيتحرج البعض من لبس الساعة أو النعلين، أو الحزام ونحو ذلك، بينما المراد بالمخيط ما خِيط أو نسُج على قدر البدن كالسراويل والثياب.
10- اعتقاد أن المرأة الحائض لا يجوز لها الإحرام، وأن لها أن تتجاوز الميقات دون إحرام، والصحيح أن الحيض والنفاس لا يمنعان المرأة من الإحرام، فيجب عليها أن تحرم، ولكنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر.
11- اعتقاد بعض النساء أن للإحرام ثياباً خاصة، والصحيح أن المرأة يجوز لها أن تُحرم بثيابها المعتادة، لكنها تجتنب لبس النقاب والقفازين.
12- الدخول في النسك ثم تركه دون إتمامه، والله تعالى يقول: {وأتموا الحج والعمرة لله} (البقرة:196)، فمن أحرم بالحج أو العمرة فليس له الرجوع عن نسكه حتى يتمه.
 
ثانياً: أخطاء في الطواف:
1- التلفظ بالنية عند الشروع في الطواف، والصواب أن النية محلها القلب.
2- اعتقاد أن الطواف لا يصح دون استلام الحجر الأسود، مع أن تقبيل الحجر سنة وليس شرطاً لصحة الطواف، وإذا لم يتمكن الطائف من الوصول إليه إلاَّ بالمزاحمة الشديدة وإيذاء الناس، فالأولى له ترك الاستلام والتقبيل والاكتفاء بالإشارة.
3- استلام أركان الكعبة الأربعة، والثابت في السنة إنما هو استلام الحجر الأسود والركن اليماني من البيت دون غيرهما من الأركان.
4- تقبيل الركن اليماني، أو الإشارة إليه من بُعد، والسنة استلامه باليد دون تقبيل، أو إشارة.
5- الرَّمَلُ – وهو إسراع المشي مع مقاربة الخطى – في جميع الأشواط، والمشروع أن يكون الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى من طواف القدوم وطواف العمرة دون غيره من الطواف، ودون الأشواط الأخرى.
6- تخصيص كل شوط من الطواف بدعاء معين، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف دعاء مخصص لكل شوط إلا قوله: {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201) بين الركن اليماني والحجر الأسود، وما عدا ذلك فيدعو بما أحب من خيري الدنيا والآخرة، وله أن يذكر الله، وأن يقرأ القرآن.
7- رفع الصوت بالدعاء رفعاً يُذهب الخشوع ويشوش على الطائفين.
8- اجتماع الطائفة من الناس على قائد يلقنهم الدعاء.
9- الوقوف عند الحجر الأسود أو ما يحاذيه مدة طويلة، وفي ذلك تضييق على غيره من الطائفين، والسنة أن يستلم الحجر أو يشير إليه ويمضي دون توقف.
10- التمسح بالكعبة وأستارها.
 
ثالثاً: الأخطاء في ركعتي الطواف:
1- اعتقاد لزوم أداء الركعتين خلف المقام أو قريبا منه، والمزاحمة للصلاة عنده، مع أن ركعتي الطواف يجوز أن تصلَّى في أي موضع من المسجد إن لم تتيسر خلف المقام.
2- إطالة الركعتين بعد الطواف، والسنة التخفيف، فقد صلاهما النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ في الركعة الأولى: {قل يا أيها الكافرون}، وفي الركعة الثانية: {قل هو الله أحد}.
3- ومن الأخطاء ما يفعله البعض بعد ركعتي الطواف، حيث يقوم عند المقام فيدعو بدعاء خاص يسمَّى “دعاء المقام”، وهذا من البدع التي ليس لها أصل في الدين.
 
رابعاً: أخطاء في السعي:
1- رفع اليدين عند صعود الصفا والمروة كرفعهما في الصلاة، والسنة أن يرفع يديه كهيئة الداعي، ويحمد الله ويكبره ويدعو مستقبلاً القبلة.
2- الإسراع في السعي بين الصفا والمروة في جميع الشوط، وهو خطأ، والسنة الإسراع بين العلمين الأخضرين والمشي في بقية الشوط.
3- إسراع النساء في السعي بين العلمين وهو خلاف السنة، والإسراع إنما هو خاص بالرجال دون النساء.
4- قراءة قوله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله} (البقرة:158) في كل شوط كلما أقبل على الصفا والمروة، والسنة قراءتها عند بداية السعي فقط إذا دنا من الصفا.
5- اعتقاد البعض أن الشوط هو السعي من الصفا إلى المروة، ثم الرجوع مرة أخرى إلى الصفا، والصواب أن السعي من الصفا إلى المروة يعتبر شوطاً، ومن المروة إلى الصفا يعتبر شوطاً آخر.
6- تخصيص دعاء معين لكل شوط، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء خاص بكل شوط، إلا ما كان يدعو به على الصفا وعلى المروة.
7- التطوع بالسعي بين الصفا والمروة من غير أن يكون في حج أو عمرة، والسنة جاءت باستحباب التطوع بالطواف بالبيت فحسب.
 
خامساً: أخطاء في الحلق والتقصير:
1- تقصير بعض شعر الرأس دون البعض الآخر، والواجب تعميم الرأس بالتقصير أو حلق الشعر كله.
2- اعتقاد البعض أن من السنة استقبال القبلة عند الحلق، وهذا لا دليل عليه.
 
العمرة بالصور: اضغط هنا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد