المسجد الأقصى المبارك

1 1٬928

المسجد الأقصى هو أحد أكثر المعالم قدسيةً لدى المسلمين في العالم، حيث يُعد أولَى القبلتين في الإسلام. يقع المسجد الأقصى داخل البلدة القديمة لمدينة القدس في فلسطين.


 
وهو اسم لكل ما دار حول السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من المدينة القديمة المسورة. تبلغ مساحته قرابة 144 دونماً، حيث يشمل قبة الصخرة والمسجد القبلي وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم.
 
ويقع المسجد الأقصى فوق هضبة صغيرة تُسمى “هضبة موريا”، كما تعد الصخرة أعلى نقطة في المسجد، حيث تقع في موقع القلب بالنسبة له.
 

 
ذُكر المسجد الأقصى في القرآن: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) سورة الإسراء، الآية 1. وهو أحد المساجد الثلاثة التي تُشد الرحال إليها، كما قال رسول الإسلام محمد ﷺ.
 
يُقدّس اليهود أيضًا المكان نفسه، ويطلقون على ساحات المسجد الأقصى اسمَ “جبل الهيكل” نسبة إلى هيكل النبي سليمان، وتُحاول العديد من المنظمات اليهودية المتطرفة التذرع بهذه الحجة لبناء الهيكل حسب مُعتقدها.
 
ملاحظة هامة:
عندما نقول (المسجد الأقصى المبارك) تختلط الأمور في أذهان بعض المسلمين، فمنهم من يعتبر أن المسجد الأقصى هو ذلك البناء ذي القبة الذهبية، ويشمل المسجد الأقصى:
 

 
– قبة الصخرة المشرفة، (ذات القبة الذهبية) والموجودة في موقع القلب بالنسبة للمسجد الأقصى (ويستخدم الآن كمصلى للنساء يوم الجمعة).
– المصلى القِبلِي (المسجد الجنوبي أو مبنى المسجد الأقصى)، ذي القبة الرصاصية السوداء، والواقع أقصى جنوب المسجد الأقصى، ناحية (القِبلة).
– فضلاً عن نحو 200 معلم آخر، ما بين مساجد، ومبانٍ، وقباب، و سبل مياه، ومصاطب، وأروقة، ومدارس، وأشجار، ومحاريب، ومنابر، ومآذن، وأبواب، وآبار، ومكتبات وساحات، ومكاتب لدائرة الأوقاف وما انبثق عنها، لجنة الزكاة، لجنة التراث السلمي، دور القران والحديث، خلوات غرف لأئمة مبان المسجدين الكبيرين، وحراس المسجد الأقصى، ومخفر الشرطة.
 

 
وتبلغ قياسات المسجد: من الجنوب 281 مترا ومن الشمال 310 أمتار ومن الشرق 462 مترا ومن الغرب 491 مترا. وتشكل هذه المساحة سدس مساحة البلدة القديمة، وهذه الحدود لم تتغير منذ وضع المسجد أول مرة كمكان للصلاة بخلاف المسجد الحرام والمسجد النبوي اللذين تم توسعيهما عدة مرات.
 
وللمسجد الأقصى أربعة مآذن هي مئذنة باب المغاربة الواقعة الجنوب الغربي، مئذنة باب السلسلة الواقعة في الجهة الغربية قرب باب السلسلة، مئذنة باب الغوانمة الواقعة في الشمال الغربي، ومئذنة باب الأسباط الواقعة في الجهة الشمالية.
 
أهمية معرفة حدود الأقصى:
من دخل حدود الأقصى، فأدى الصلاة، سواء تحت شجرة من أشجاره، أو قبة من قبابه، أو فوق مصطبة، أو عند رواق، أو في داخل قبة الصخرة، أو المصلى القبلي، فيحصل على مضاعفة الأجر إن شاء الله.
 


المسجد الأقصى هو كل المساحة التي داخل السور

 
من الجدير بالتنويه إلى أنه لم يطرأ أي تغيير على حجم مساحة المسجد الأقصى عبر فترات التاريخ الإسلامي المتعاقبة وحتى يومنا هذا . وقد حفظ الله تعالى حدود هذا المسجد فلم يتعداه أحد من الناس إلى أن قام الأيوبيون والمماليك بترسيخ الحدود وأكملوا سور المسجد الأقصى كما نراه اليوم.
——————————– انتهت الملاحظة ————————————
 
التسمية:
للمسجد الأقصى عدة أسماء، أهمّها ثلاثة:
 
– المسجد الأقصى: وكلمة “الأقصى” تعني الأبعد، وسُمِّيَ الأقصَى لبعد ما بينه وبين المسجد الحرام، وكان أبعد مسجد عن أهل مكة في الأرض يعظَّم بالزيارة.والذي سمّاه بهذا الاسم وفقًا للعقيدة الإسلامية الله في القرآن، وذلك في الآية: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) سورة الإسراء، الآية: 1.
– البيت المُقَدَّس: وكلمة “المقدّس” تعني المبارك والمطهّر، وقد ذكر علماءُ المسلمين وشعراؤهم هذا الاسم كثيرًا، كما قال الإمام ابن حجر العسقلاني:

إلى البيت المقدّس قد أتينا ****** حِنان الخُلد نُزُلاً من كريم

– بيت المَقْدِس: وهو الاسم الذي كان متعارفًا عليه قبل أن يُطلق عليه اسم “المسجد الأقصى” في القرآن الكريم، وهذا الاسم هو المستَخدَم في معظم أحاديث النبي محمد ﷺ، مثل ما قاله يوم الإسراء والمعراج: «ثم دخلت أنا وجبريل عليه السلام بيت المقدس فصلى كل واحد منا ركعتين».

 


1- المسجد الأقصى (المسجد القبلي)

 
تاريخ المسجد الأقصى:
أول بنائه:
لا يُعرف بشكل دقيق متى بُني المسجد الأقصى لأول مرة، ولكن ورد في أحاديث النبي محمد ﷺ بأن بناءه كان بعد بناء الكعبة بأربعين عامًا، فعن أبي ذر أنه قال: «قلت: يا رسول الله! أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة».
 
وقد اختلف المؤرخون في مسألة الباني الأول للمسجد الأقصى على عدة أقوال: أنهم الملائكة، أو النبي آدم أبو البشر، أو ابنه شيث، أو سام بن نوح، أو النبي إبراهيم، ويرجع الاختلاف في ذلك إلى الاختلاف في الباني الأول للكعبة، وقد رجّح الباحث عبد الله معروف بأن آدم هو من بنى المسجد الأقصى البناء الأول، لرواية عن ابن عباس، ولترجيح أن يكون آدم هو الباني للكعبة، كما رجّحه الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري. ويُرجّح عبد الله معروف أن يكون البناء الأول للمسجد الأقصى قد اقتصر على وضع حدوده وتحديد مساحته التي تتراوح ما بين 142 و144 دونماً، “في بلاد الشام (سوريا وفلسطين ولبنان والأردن): الدونم يعادل 1000 متر مربع”.
 

2- المصلى المرواني

 
عهد النبي محمد ﷺ:
كانت هناك أهميّة خاصة للمسجد الأقصى في عهد النبي محمد ﷺ، إذ كان القبلة الأولى للمسلمين بعد هجرة النبي محمد ﷺ إلى المدينة المنورة عام 1 هـ الموافق 622م، فقد كان المسلمون يتوجّهون إلى المسجد الأقصى في صلواتهم، ومكثوا على ذلك مدة 16 شهرًا تقريبًا. فقد روى البراء بن عازب أنه قال: «لما قَدِمَ النَّبيُ ﷺ المدينةَ صلّى نَحوَ بيتِ المقدسِ سِتةَ عَشرَ شهرًا أو سبعةَ عَشرَ شهرًا، وكان يُحبُ أنْ يُوَجِّهِ إلى الكَعبةِ، فأنزل اللّه تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) سورة البقرة، الآية: 144.
 

3- الدرج المؤدي إلى الأقصى القديم ويوجد امام الواجهة الأمامية للجامع القبلي

 
وكان المسجد الأقصى وجهة النبي محمد ﷺ في الرحلة المعجزة المعروفة باسم الإسراء والمعراج، وذلك ليلة 27 رجب بعد البعثة بعشر سنين (3 ق هـ)، إذ يؤمن المسلمون أن النبيَّ محمدًا ﷺ خرج من المسجد الحرام بصحبة المَلَك جبريل راكبًا دابّة البراق، فنزل في المسجد الأقصى وربط البُراق بحلقة باب المسجد عند حائط البراق، وصلّى بجميع الأنبياء إمامًا، ثم عُرج به من الصخرة المشرّفة إلى فوق سبع سماوات مارًا بالأنبياء: آدم ويحيى بن زكريا وعيسى بن مريم ويوسف وإدريس وهارون وموسى وإبراهيم.
 

4- مسجد قبة الصخرة

 
وعلى مر التاريخ تم تجديد وإصلاح وترميم المسجد الأقصى، وأيضا بعص الإضافات. وقد تعرض المسجد الأقصى لأضرار شديدة بسبب وقوع زلازل مابين 1927 و 1937، وقد تم إصلاح الأضرار التي لحقت بالمسجد في عام 1938 و 1942.
 
في صبيحة يوم الخميس الموافق 22 أغسطس 1969م تعرض المسجد الأقصى لحريق على يد يهودي أسترالي متطرف اسمه مايكل دينس روهن، حيث تم حرق الجامع القبلي الذي سقط سقف قسمه الشرقي بالكامل، كما احترق منبر صلاح الدين، وفي عام 1972 ، وتم ترميم المسجد الأقصى والمنبر معه، وتتولى الأردن ترميم وإصلاح المسجدين على نفقتها الخاصة كلما دعا الأمر لذلك.
 

حائط البراق

 
معالم المسجد الأقصى:
أولا: المساجد:
يتكون المسجد الأقصى من سبع مساجد معمدة مع عدة قاعات صغيرة إضافية من الجهة الغربية والشرقية من الجزء الجنوبي من المسجد. وقد كان يوجد 121 نافذة من الزجاج الملون في المسجد من عصور الخلافة العباسية والفاطمية. تم استعادة حوالي ربعهم في عام 1924.
 

6- مسجد ومئذنة المغاربة

 
والمساجد هي:
1 – الجامع القِبلي.
2 – المصلى المرواني.
3 – مصلى الأقصى القديم.
4 – مسجد قبّة الصخرة.
5 – مسجد البراق.
6 – مسجد المغاربة.
7 – جامع النساء.
 
ثانيا: واجهة المسجد والشرفة:
الواجهة:
تم بناء واجهة المسجد في عام 1065م، بناء على تعليمات من الخليفة الفاطمي المستنصر بالله. مع درابزين (بهو) يتكون من ممرات وأعمدة صغيرة. وقد تضررت الواجهة خلال الحقبة الصليبية خلال حكمهم لفلسطين، ولكن تم ترميمها وتجديدها في العهد الأيوبي. بالإضافة إلى ذلك تم تغطية الواجهة بالبلاط. أما المواد المستعملة في أقواس الواجهة فهي مواد زينة منحوتة أخذت من الهياكل الصليبية في القدس. كما يوجد أربعة عشر قوس حجري على طول الواجهة معظمها من نمط العمارة الرومانسكية، أما الأقواس الخارجية التي أضيفت في العهد المملوكي فقد اتبعت نفس التصميم العام. كما يوجد قوس مركزي عند مدخل واجهة المسجد.
 
الشرفة:
الشرفة تقع في الجزء العلوي من الواجهة. والخلجان المركزية من الشرفة فهي تعود لفترة فرسان الهيكل أثناء الحملة الصليبية الأولى، أما الشرفة نفسها فقد أمر ببنائها المعظم إبن العادل أبو بكر بن أيوب أخ صلاح الدين الأيوبي وذلك عام 1217م.
 
ثالثا: القباب:
يحتوي المسجد الأقصى عدة قباب جميلة تعد من أبرز معالمه وإحدى التحف الإسلامية الخالدة،[65] وأجملها كما أنها تضفي عليه جواً قدسياً، خاصة درتها قبة الصخرة المشرفة الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك. والمعلوم أن المسجد الأقصى يحتوي على خمسة عشرة قبة وهي:
 

قبة المعراج

 
1- قبة الصخرة.
2- قبة السلسلة.
3- قبة النحوية.
4- قبة الأرواح.
5- قبة النبي سليمان.
6- قبة النبي الخضر.
7- قبة المعراج.
8- قبة الميزان.
9- قبة يوسف آغا.
10- قبة النبي موسى.
11- قبة النبي.
12- قبة يوسف.
13- قبة عشاق النبي.
14- قبة الشيخ الخليلي.
15- قبة النبي عيسى/ مهد النبي عيسى.
 
رابعا: المأذن:
للمسجد أربع مآذن وهي:
 

مئذنة باب الغوانمة

 
1- مئذنة باب المغاربة/ المئذنة الفخارية.
2- مئذنة باب الغوانمة.
3- مئذنة باب السلسلة.
4- مئذنة باب الأسباط/ مئذنة الصلاحية.
 
خامسا: أبواب المسجد الأقصى:
يحتوي المسجد الأقصى على خمسة عشر باب منها ما هو مستعمل (مفتوح) في أيامنا هذه وعددها عشرة, والبقية مغلقة منذ زمن بعيد لأسباب عديدة، وتقع جميع الأبواب المفتوحة في الجهة الشمالية والغربية من المسجد، وهي في الوقت نفسه تقع ضمن أسوار المسجد الأقصى.
 
أبواب المسجد الأقصى تشترك جميعها في أنها أبواب خشبية مكونة من دفة أو دفتين، وتشتمل على خوخة “فتحة” لتنظيم المرور استعملت لمرور المتأخرين بعد إغلاق الأبواب عند الغروب. وقد برع المسلمون في الأعمال الخشبية وتفننوا في زخرفتها و إظهار تفصيلاتها والعناية بدقائقها كالمزاليج والمفاتيح والمفاصل وغيرها من الأمور.
 
* الأبواب المفتوحة:
1- باب الأسباط/ باب الأُسود.
2- باب حطة.
3- باب العتم.
4- باب الغوانمة/باب الوليد..
5- باب الناظر.
6- باب الحديد.
7- باب القطانين.
8- باب المطهرة.
9- باب السلسلة والسكينة/باب النبي داود.
10- باب المغاربة.
 

 
* الأبواب المغلقة:
1- الباب المنفرد.
2- الباب الثلاثي.
3- الباب المزدوج.
4- الباب الذهبي (باب الرحمة والتوبة).
5- باب الجنائز.
 
سادسا: الأروقة:
يحتوي المسجد الأقصى على رواقان يمتدان من جهته الشمالية والغربية وهما:
 
1- الرواق الغربي:
وهو ممر مسقوف يتكون من 55 عقدا، ويمتد بطول الواجهة الغربية للمسجد الأقصى, بنى على عدة مراحل في العهد المملوكي، وتحديدا ما بين عامي 1307 و1336م بهدف تسهيل المرور بين كافة المعالم الموجودة في المنطقة الغربية للمسجد المبارك.
 
2- الرواق الشمالي:
هو ممر مسقوف بطول الواجهة الشمالية للمسجد الأقصى , وقد بني على عدة مراحل في العهدين الأيوبي والمملوكي, وتحديدا ما بين عامي 1213 و1367م, بهدف تسهيل المرور بين كافة المعالم الموجودة في المنطقة الشمالية للمسجد. واليوم يتكون الرواق من عدة مدارس، ولم يتبق أي جزء منه.
 
سابعا: مدارس ورياض الأقصى الإسلامية:
وتقع هذه المدارس داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك، بين بابي حطة وفيصل. أنشئت في مطلع الثمانينات من القرن العشرين. ولها فروع عديدة بعضها خارج المسجد الأقصى المبارك. وهي 11 مدرسة:
 

6- المدرسة الأسعردية

 
1- المدرسة البكرية/الدوادارية.
2- المدرسة الغادرية.
3- المدرسة الباسطية.
4- المدرسة الأمينية.
5- المدرسة الملكية.
6- المدرسة الأسعردية.
7- المدرسة المنجكية.
8- المدرسة العثمانية.
9- المدرسة الأشرفية.
10- المدرسة التنكزية.
11- المدرسة العمرية (المحدثية- الصبيبية- الجاولية).
 
ثامنا: البوائك:
البوائك وتسمى أيضا القناطر والموازين، وهي عبارة عن أعمدة تربطها عقود، وتقع أعلى الدرجات الحجرية التي تقود إلى صحن الصخرة المشرفة التي تقع في قلب المسجد الأقصى المبارك. وقد أنشئت هذه البوائك لأغراض جمالية، فوق الدرجات التي تقود إلى صحن الصخرة والتي تسهل أيضا انتقال المصلين بين مختلف جهات المسجد الأقصى دون الحاجة إلى الالتفاف حول الصحن. ويعود تاريخ تشييدها إلى بداية العهد الإسلامي للأقصى خاصة العهد المملوكي الذي يعتبر من أزهى العهود التي مرت بالأقصى المبارك، وجددت في العهد العثماني. وهي 8 بوائك:
 

5- البائكة الجنوبية

 
1- البائكة الشمالية.
2- البائكة الشمالية الغربية.
3- البائكــة الغربية.
4- البائكة الجنوبية الغربية.
5- البائكة الجنوبية.
6- البائكة الجنوبية الشرقية.
7- البائكة الشرقية.
8- البائكة الشمالية الشرقية.
 
تاسعا: الأسبلة:
حرص المسلمون حرصاً شديداً على توفير المياه للشرب والطهور في المسجد الأقصى المبارك، فحُفرت الآبار، وتم إنشاء الصهاريج والأسبلة داخله في الساحات المكشوفة، لتخزين مياه الأمطار. والسبيل عين ماء وما لحقها، وقد زودت بصنابير للمياه وثلاجات لدى تجديدها في العصر الحديث.
 
ويعود إنشاء هذه الأسبلة إلى العصرين الأيوبي والمملوكي، كما أن كثيرا منها استحدث أو جدد في العصر العثماني بأمر السلطان سليمان القانوني الذي تميز عهده ببناء الأسبلة. وللأقصى أسبلة كثيرة نذكر منها 14 التالية:
 

1- سبيل الكأس

 
1- سبيل الكأس.
2- سبيل شعلان.
3- صهريج المعظم عيسى الأيوبي.
4- سبيل البصيري.
5- سبيل قايتباي.
6- سبيل قاسم باشا.
7- سبيل سليمان القانوني.
8- سبيل باب المغاربة.
9- سبيل باب حطة.
10- بركة النارنج.
11- سبيل الشيخ بدير.
12- سبيل منبر برهان الدين.
13- سبيل الزيتونة.
14- سبيل الرحمة.
 
معالم أخرى:
يحتوي المسجد الأقصى على عدة معالم أخرى نذكر منها:
 

1- حائط البراق، (حائط المبكى، كما يسميه اليهود)

 
1- حائط البراق:
قسم من الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك يمتد بين باب المغاربة جنوبا، والمدرسة التنكزية شمالا، ويبلغ طوله حوالي 50م، أما ارتفاعه فيقل عن 20 متر، وقد عرف بهذا الاسم لان النبي محمد ﷺ ربط دابته البراق فيه على الأرجح يوم إسرائه إلى المسجد الأقصى المبارك.
 
2- منبر نور الدين الزنكي:
هو منبر تاريخي شهير يمثل روعة الفن والزخرفة الإسلامية، بناه نور الدين زنكي عام 564 هـ ـ 1168م، ليحمل إلى المسجد الأقصى بعد تحريرها من الصليبيين، لكنه مات قبل أن يحقق ذلك. فلما حرر صلاح الدين بيت المقدس، أمر بإحضاره من حلب، وذلك بعد اكثر من عشرين عاما من بنائه، ووضعه داخل المصلى القبلي وهو المصلى الرئيسي في المسجد الأقصى المبارك.
 

2- منبر نور الدين الزنكي

 
والمنبر مصنوع من الخشب المطعّم بالعاج والأبنوس، تعب النجّارون والصنّاع والمهندسون فيه سنين، وكان لترديد النظر فيه على الأيّام ألوفاً، له بوّابة يرتفع فوقها تاجٌ عظيم ثمّ درج يرقى إلى قوس أعلاه وشرف خشبيّة.
 
وفي عام 1389هـ / 1969م, أحرق المصلى القبلي في حريق الأقصى مما أدى أيضا إلى تدمير المنبر بالكامل، ولدى إعادة ترميم الجامع بين عامي 1389هـ/1969م و 1402هـ/1982م وقد استحدث منبر حديدي بسيط الصناعة مكان منبر نور الدين، وهو منبر مؤقت بقي هناك حتى تم إنشاء منبر آخر مطابق للمنبر الأصلي وبنفس المميزات والمواد في الأردن، وتم تركيبه في بداية شهر فبراير عام 2007م.
 
3- آبار الأقصى:
يحتوي الأقصى على 25 بئرا عامرة، فيها من الماء ما يكفى لسكان البلدة القديمة بالقدس، وليس للمصلين الذين يفدون إلى الأقصى فقط. وهذه الآبار موزعة بين صحن الصخرة المشرفة في قلب المسجد الأقصى المبارك، وباقي ساحات المسجد الأقصى المبارك، حيث يوجد منها ثمانية فوق صحن الصخرة، وسبعة عشر في الساحات المحيطة ومن أشهرها: بئر الجنة، وبئر رمانة.
 
4- مصاطب المسجد الأقصى المبارك:
تنتشر في ساحات المسجد الأقصى المبارك 26 مصطبة، خاصة الساحات الغربية، أغلبها يعود للفترة العثمانية، وهي عبارة عن مساحات مسطحة ترتفع ببناء لمسافة اقل من متر عن سطح الأرض، وتبنى عادة من الحجر، ويتم الوصول إليها من خلال عدة درجات. وغالبا ما يكون لها محراب على شكل حنية أو تجويف في جدار صغير يحدد اتجاه القبلة، وتستخدم المصاطب للجلوس والصلاة والتدريس، خاصة في فصل الصيف. كما أن أغلبها غير مؤرخ.
 
* مصاطب الفترة المملوكية :
1- مصطبة الظاهر : ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 795 هـ / 1392 م.
2- مصطبة البصيري : ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 800 هـ / 1397 م.
3- مصطبة سبيل قايتباي : ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 860 هـ / 1455 م.
 
* مصاطب الفترة العثمانية :
1- مصطبة سبيل سليمان : ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 943 هـ / 1536 م.
2- مصطبة علي باشا : ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 1047 هـ / 1637 م.
3- مصطبة الطين : ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 1174 هـ / 1760م.
 
* مصاطب غير مؤرخة :
1- مصطبة باب الحديد.
2- مصطبة باب القطانين.
3- مصطبة باب القطانين الشمالية.
4- مصطبة سبيل الشيخ بدير.
5- مصطبة سبيل قاسم باشا.
6- مصطبة قبة موسى.
7- مصطبة الفخرية.
8- مصطبة باب المغاربة.
9- مصطبة جامع المغاربة الشرقية.
10- مصطبة الصنوبر.
11- مصطبة الزهور.
12- مصطبة المتوضأ.
13- مصطبة الجنائز.
14- مصطبة الكرك.
15- مصطبة كرسي سليمان.
16- مصطبة قبة سليمان.
17- مصطبة سبيل شعلان.
 
فضائل المسجد الأقصى:
ورد لدى المسلمين في القرآن، وفي أحاديث النبي محمد ﷺ العديد من فضائل المسجد الأقصى وأهميته، منها:
 
– في القرآن: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ سورة الإسراء، آية: 1″
– عن ميمونة بنت الحارث أنها قالت: «يا رسول الله أفتِنَا في بيت المقدس، فقال: إِيتوهُ فصلُّوا فيه، وكانت البلاد إذ ذاك حربًا، فإن لم تأتوه وتصلّوا فيه فابعثوا بزيتٍ يُسرَج في قناديله».
– عن أم سلمة عن النبي محمد ﷺ أنه قال: «من أهلَّ بعمرةٍ من بيتِ المقدسِ غُفر له».
– عن أبي سعيد الخدري، عن النبي محمد ﷺ أنه قال: «لا تُشَدُّ الرحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ : مسجدِ الحرام، ومسجدِ الأقصَى، ومسجدي هذا».
– عن جابر بن عبد الله، عن النبي محمد ﷺ أنه قال: «صلاةٌ في المسجدِ الحرامِ مائةُ ألفِ صلاةٍ، وصلاةٌ في مسجدِي ألفُ صلاةٍ، وفي بيتِ المقدسِ خمسمائةِ صلاةٍ».
– عن أبي ذر الغفاري، عن النبي محمد ﷺ أنه قال: «صلاةً في مسجدي هذا (المسجد النبوي) أفضلُ من أَرْبَعِ صلواتٍ فيهِ (المسجد الأقصى)، ولَنِعمَ المُصَلى هُوَ، ولِيُوشِكَنَّ أَنْ لا يَكُونَ للرَّجلِ مثلُ شطنِ فرسهِ من الأرضِ حيث يَرَى مِنهُ بيتَ المقدسِ خيراً لَهُ مِنَ الدنيا جميعاً».
 
للمسجد الأقصى قدسية كبيرة عند المسلمين ارتبطت بعقيدتهم منذ بداية الدعوة. فهو يعتبر قبلة الانبياء جميعاً قبل النبي محمد ﷺ وهو القبلة الأولى التي صلى إليها النبي قبل أن يتم تغيير القبلة إلى مكة.
 
وقد توثقت علاقة الإسلام بالمسجد الأقصى ليلة الإسراء والمعراج حيث أنه أسرى بالنبي محمد ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وفيه صلى النبي إماماً بالانبياء ومنه عرج النبي إلى السماء. وفي السماء العليا فرضت عليه الصلاة.
 
ذكر القرآن واصفاً ليلة الإسراء والمعراج:
{سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير} ووصف الله للمسجد الأقصى بـ “الذي باركنا حوله” يدل على بركة المسجد ومكانته عند الله وعند المسلمين. فالأقصى هو منبع البركة التي عمت كل المنطقة حوله في اعتقاد المسلمين.
 
وروي عن أم المؤمنين أم سلمة أنها سمعت رسول الله ﷺ يقول:
منْ أَهَلَّ بِحَجَّة أوْ عُمْرَة من المسجد الأقصى إِلى المسجد الحرام غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر”.
 
وللصلاة في المسجد الأقصى ثواب يعادل خمسمائة صلاة في غيره من المساجد. قال رسول الله: ” الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة “. وفي رواية أخرى أن الصلاة في المسجد الأقصى تعدل مئتين وخمسين صلاة في غير المساجد الثلاثة. وهو المسجد الذي أمر النبي ﷺ الصحابة بالبقاء قربه، روى أحمد في مسنده عن ذِي الأصَأبِعِ قَال: قلت يا رسول الله، إِنِ أبْتُلِينَا بعدك بالبقاء أين تأمرنا؟ قال: ” عليك ببيت المقدس فلعله أن ينشأ لك ذرية يعدون إلى ذلك المسجد ويروحون “.
 
ويعتبر المسجد الأقصى هو المسجد الثالث الذي تشد إليه الرحال، فقد ذكر النبي ﷺ ان المساجد الثلاثة الوحيدة التي تشد إليها الرحال هي المسجد الحرام، والمسجد النبوي والمسجد الأقصى. روي عن أبو هريرة في صحيح البخاري وصحيح مسلم: لا تشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى — حديث صحيح.
 
حفريات المسجد الأقصى:
في أعقاب إستيلاء إسرائيل على القدس الشرقية في حرب 1967، بدأت بعدة حفريات خارج ساحات المسجد الأقصى أو كما تسميه بجبل الهيكل. وفي عام 1970، بدأت سلطات الإحتلال بحفريات مكثفة خارج الأسوار بجوار المسجد على الجانبين الجنوبي والغربي. ويعتقد الفلسطينيون أن أنفاق حفرت تحت المسجد الأقصى من أجل تقويض أساساته، وهو الأمر الذي نفته قوات الإحتلال، وقد زعموا أن أقرب الحفريات إلى المسجد كان نحو 70 مترا إلى الجنوب منها.
 

 
كما قام الصهاينة بحفر نفق بالقرب من الجزء الغربي من المسجد في عام 1984. ووفقاً لمبعوث اليونسكو الخاص للقدس أوليغ غرابار، ذكر أن المباني والهياكل في الحرم القدسي آخذت في التدهور ويرجع ذلك أساسا إلى النزاعات بين الصهاينة والفلسطينيين والحكومة الأردنية حول من هو المسؤول عن هذا الموقع.
 
في 2007 قام الصهاينة بحفريات جديدة للكشف عن آثار مزعومة على بعد 60 متر من الحرم القدسي، وقد أثارت هذه الحفريات غضب العالم الإسلامي، واتهموا الصهاينة بمحاولتهم تدمير أسس المسجد. وقد دعا إسماعيل هنية الفلسطينيين بالقيام باحتجاجات ضد هذه الحفريات، بينما قالت حركة فتح أنها ستنهي وقف إطلاق النار مع الإحتلال الصهيوني.

تعليق 1
  1. عبدالله يقول

    اللهم إحفظه من أعداء الإسلام وإرزقنا الصلاة فيه ، شكراً لك أخي شادي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد