أرشدوني للتخلص من الكذب حتى بأتفه الأمور
لا أعلم كيف أبدأ بالحديث عن مشكلتي، أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عاماً، ومتزوجة من 3 سنوات، ولدي طفل، ومشكلتي هي الكذب، فأنا لا أستطيع قول الصدق، فلا بد أن أكذب في أغلب أمور حياتي، بالرغم أن في كثير من الأحيان لا يوجد مبرر للكذب، ولكن بأتفه الأمور وأبسطها أجد نفسي أكذب، أو أزيد فوق الحقيقة أو أنقص، تعبت جداً، وأنا أحاول حل هذه المشكلة، فلا يوجد أي شيء أخاف منه في حياتي، فلماذا أجد نفسي دائماً أكذب؟
حين أتحدث أجد نفسي أكذب بأغلب الحديث، وأصدق نفسي، وأتدارك نفسي فيما بعد وأسال نفسي: لماذا كذبت؟ أريد أن أكون صادقة على الأقل بالأمور البسيطة التي لا تحتاج الكذب، فأنا حين أجلس مع صديقاتي نتحدث ونضحك، وأستمتع بوقتي لكن لا بد أن أكذب، أو أتصرف بكذب، ومع أهلي وزوجي أجد نفسي غير صادقة حتى بأتفه الأمور، لا أعلم ما هو السبب، وأتذكر أن هذه المشكلة بدأت معي منذ دخولي المرحلة المتوسطة، وتزيد عندي كلما تقدمت في العمر، هل هذا المشكلة من الممكن أن تكون بسبب تحرش حصل معي وأنا صغيرة، بأول مراحلي المتوسطة؟ أم ماذا؟ أعاني كثيراً من هذه المشكلة، أرجو منكم مساعدتي في حلها.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن ييسر لك كل عسير.
إن ما تحدثت عنه -أختنا الفاضلة- من ابتلاء، هو أمر يصيب بعض الناس، لكن الكثير منهم لا يملك الجرأة على الاعتراف بما وقع فيه، إما تصديقا لهواه أو مكابرة ومعاندة، ولذلك فقد وفقك الله عز وجل أن تكوني من القليل الذي يعترف بالخطأ ويطلب العلاج، وهذا في حد ذاته نصف العلاج، أما النصف الآخر فنلخصه في الأمور التالية:
1- التوبة النصوح بينك وبين الله، والاستعانة به جل شأنه، وطلب المعونة منه.
2- معرفة أضرار الكذب وتذكرها دائماً، واحرصي أن يكون هذا الحديث أمام عينيك دائما، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (ولا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدِقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صَدِيقًا، وَلا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا، وَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ).
3- اجعلي لنفسك عقاباً مع كل كذبة، على أن يكون العقاب رادعاً لك وزاجراً، وقد كان سلف هذه الأمة يؤدبون أنفسهم بذلك، ذكر بعض أهل السلف أنه كان يحب الغيبة، فأراد أن يتخلص من هذه الآفة فجعل العقاب صياماً، قال: فكنت أغتاب وأصوم، فلما رأى أن الصيام لا يرد الغيبة، بدأ بفرض عقاب آخر وهو الصدقة، يقول فعاهدت نفسي كلما اغتبت أخرجت ديناراً، فمن شدة حبي للدنانير تركت الغيبة.
4- كلما كذبت على أحد صححي القول على الفور، ويمكنك أن تقولي أخطأت والأمر كذا، المهم أن يكون في الحال.
5- قلة مخالطة الناس يعد نوعاً من أنواع التربية على الصدق.
نسأل الله لنا ولك السلامة، والله ولي التوفيق.