تاثير الحر و الرطوبة على الحامل
نصائح بمراعاة ظروف الطقس وأثرها في الجنين
الرطوبة والحر في أشهر الصيف الطويلة تؤثر في صحة الإنسان السليم المتعافي وتجعله يعاني بعض المتاعب الصحية كالإصابة بضربة الشمس أو الإنهاك الحراري وبعض أمراض الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية.
كما يؤثر الحر في مركز الانفعال بالمخ فيجعل الإنسان يعاني من التوتر والانفعال في شهور الصيف، كذلك يؤثر وهج أشعة الشمس على صحة العين وسلامة البصر.
هذه المعاناة لطقس الصيف تؤثر في صحة الإنسان العادي فما هي الحال بالنسبة للمرأة الحامل التي تعتبر في وضع صحي خاص يتطلب من ذويها أن يوفروا لها الرعاية بمختلف صورها (النفسية والصحية والغذائية) بما يناسب متطلبات فترة الحمل وغيرها من الأمور الواجب مراعاتها وتهيئتها طوال فترة الحمل.
– العرق والجسم
– توضح الدكتورة رجاء الشجيري اختصاصية التوليد أن تأثير البيئة والأجواء الحارة على المرأة الحامل في العالم عموما وفي العراق خصوصا هو تأثير ذو طابع نفسي أكثر من كونه مؤثرا مباشرا.
وتشير إلى أن أول عملية فحص يتم إجراؤها للمرأة الحامل ضمن مجموعة من الفحوص والتشخيصات العادية التي يتم إجراؤها طوال فترة الحمل وأثناء مراجعتها العيادات الاستشارية ومراكز الرعاية الصحية، هو قياس ضغط الدم، لمعرفة ما إذا كانت تعاني من هبوط أو ارتفاع فيه.
وكما هو معلوم عبر دراسات متواصلة بهذا الشأن، هناك ما يشبه التكيف بين الإنسان والبيئة التي يعيش فيها. وهناك بلدان ذات طبيعة باردة، وبلدان أخرى تتمتع ببيئة وأجواء حارة جدا، ونرى أجسام الناس فيها معتادة على هذه الأجواء المختلفة.
وهنا يأتي دور الجسم في الإعداد أو التأقلم مع المحيط الذي يعيش فيه. وتضيف الشجيري “إن عملية التعرق بكثرة هي عامل تبريد ذاتي لجسم الإنسان، ورطوبة الجسم من الخارج بما يسمح بعملية التبخر التي تمتص نسبة كبيرة من حرارة الأجسام، وهنا تنصح الحوامل بتناول الماء بكثرة لزيادة التعرق وبالتالي التقليل من حرارة الجسم”.
– توازن الأملاح
– وتحذر الدكتورة الشجيري من المغالاة في عملية فرز العرق، خاصة للمرأة الحامل لأن جسم الإنسان رغم احتياجه إلى عملية التعرق من اجل التبريد، يجب أن يكون ضمن حدود معقولة لان كثرته تزيد من فرز الأملاح التي عادة ما تكون متوازنة في الجسم. وأي زيادة فيها أو نقصان يخل بهذا التوازن.
وترى أن أكثر المشاكل التي تعانى منها الحامل في الصيف تكمن في موازنة نسبة الأملاح في الجسم الحامل، والذي دائما ما يرافق فترة الحمل وما ينتج عنه من تخلخل ضغط الدم.
وتنصح اختصاصية التوليد كافة النساء الحوامل بالخضوع إلى الراحة التامة في هذه الفترة من السنة، والابتعاد عن الإرهاق الشديد وأيضا عن كل ما يؤثر على نفسيتها، لأنه ينتقل ليؤثر على صحتها وصحة جنينها، إضافة إلى ارتداء الملابس الباردة والاغتسال عدة مرات في اليوم الواحد وخصوصا عند إحساسها بارتفاع درجة حرارة جسمها.
هذا فيما يخص التأثير الخارجي للحرارة وهناك نوع اخر ويسمى بالحمى أو ارتفاع درجة حرارة الجسم التي قد تصل إلى درجات عالية يمكن أن تشكل خطورة على حياة الجنين في مراحل الحمل الأولى وتسمى هذه الحالة “Hyperthermea”، وتضيف بأنه “في هذه الحالة يجب التدخل بسرعة للحيلولة دون استمرار هذا الارتفاع في درجة الحرارة عن طريق استعمال كمادات الماء البارد وشرب سوائل بحجم كبير والخلود للراحة، وإذا تحسنت صحة الحامل وانخفضت درجة الحرارة فعليها الانتظار فإذا عاودت الحرارة بالارتفاع أو لم تنخفض رغم كمادات الماء فان الحامل يجب أن تستشير الطبيب قبل أن تصل إلى مرحلة الخطر الفعلي”.
– اضطراب الهرمونات
– وتكشف الدكتورة سحر الرهيمي عن زيادة في مستوى هورمون بروجستيرون كاحدى التغيرات الفسيولوجية الطبيعية التي تحدث في جسد المرأة الحامل ويجعلها تشعر بحرارة الطقس وتعاني من الرطوبة أكثر من أي إنسان اخر لأنه يرفع درجة حرارة جسم المرأة الحامل وتكون معاناتها اشد والإرهاق والإنهاك الذي يحل بها اشد.
وتشير إلى انه وخلال فترة الحمل فان هورمون بروجستيرون يزداد مستواه في جسم المرأة الحامل ويحدث تغيرات فسيولوجية “وظيفية”، وكيميائية حيوية من أجل سلامة واستمرار الحمل وقد ثبت علميا أن هذا الهورمون يرفع درجة حرارة جسم المرأة الحامل وبالتالي تشعر بحر الصيف أكثر من أي إنسان آخر.
وترى أنه يفضل للحامل أن ترتدي الملابس القطنية الواسعة البيضاء فهي تعكس موجات الحرارة وتقلل المعاناة من الحر وعدم ارتداء الملابس ذات اللونين الأسود والأزرق فهما يسببان الإصابة بالاكزيما كذلك الجوارب النايلون تضر …