“عرقك”.. يحميك من الجراثيم!!

0 416

قد يتحرج كل منا من العرق ويعتبره أمراً محرجا يفسد عليه هندمته ، لكنه قد يحميك من ارتفاع حرارة جسمك أثناء ممارسة تمارينك الرياضية مثلا أو أثناء السير في الطقس الحار.

وينظر إلى العرق على أنه من مخرجات الجسم السلبية والتي يمكن وقف إزعاجها باستخدام مزيلات العرق الكيميائية.

لكن من الجانب الايجابي ،فهناك بعض من الثقافات تتعمد إخراج العرق لإفادة الجسم وتعزيز الصحة كالجلوس في حمامات عالية الحرارة مثلا بهدف إفراز كمية كبيرة من العرق التي قد تخلص الجسم من السموم.

ومن جانب آخر فان العرق يحوي مواد مذهلة تقاوم الأمراض فقد اكتشف فريق علماء عالمي في فبراير 2013 مضاد حيوي طبيعي يسمى ديرمسيدين ( Dermcidin ) ينتج من الجلد أثناء التعرق كجزء من المناعة الطبيعية ، ويعتبر هذا المضاد الحيوي أداة فعالة لمكافحة البكتيرية المسببة لمرض السل الرئوي القاتل (Mycobacterium tuberculosis) وجراثيم خطيرة أخرى.

فإذا ما جُرِح جلدك أو خُدِش أو تم لدغه من بعوضة فان المضادات الحيوية التي تفرزها الغدد العرقية ومنها الديرمسيدين تقتل الميكروبات بسرعة وفعالية إذا وصل العرق إلى تلك المناطق.

وقد وُجد أن هذا المركب فعال ضد البكتيريا المسببة لمرض السل الرئوي (Mycobacterium tuberculosis ) وفعال ضد المكورات العنقودية الذهبية ( Staphylococcus aureus ) وأنواعها المقاومة للمضادات الحيوية التقليدية ( Multi-resistant strains of Staphylococcus aureus ) والتي أضحت تهدد حياة المرضى في المستشفيات ، حيث تؤدي العدوى بالمكورات العنقودية الذهبية إلى أمراض قاتلة مثل الالتهاب الرئوي و خمج الدم.

ويقول فريق العلماء أن هذه المواد الطبيعية تسمى الببتيدات المضادة للميكروبات (antimicrobial peptides) وهي أكثر فعالية على المدى الطويل من المضادات الحيوية التقليدية حيث لا تتمكن الجراثيم من تطوير مقاومة لها بشكل سريع في حين أن الجراثيم تقاوم المضادات التقليدية بسرعة.

وعلى الرغم من وجود أكثر من 1700 نوع من المضادات الحيوية الطبيعية إلا أن العلماء ليس لديهم رؤية كاملة وواضحة لألية عمل بعض هذه المضادات وهذه هي المرة الأولى التي يفهم فيها العلماء آلية عمل هذا المركبات حيث كشفت الدراسة عن شكل الديرمسيدين والذي يجعله فعال في تدمير الميكروبات الممرضة.

فقد أوضحت الدراسة أن الديرمسيدين ينشط في حالات العرق (وسط ملحي قليل الحموضة) فيُشكل ثقوب صغيرة في الغشاء الخلوي للميكروبات ، هذه القنوات تستقر في أغشية الميكروبات بفعل شحنات أيونات الزنك الموجودة في العرق مما يسمح للماء والأيونات المشحونة بالتدفق بشكل غير متحكم به عبر الغشاء الخلوي مما يسبب قتل الميكروبات الضارة.

كما أظهرت الدراسة أن الديرمسيدين يرتبط بأنواع مختلفة من الأغشية مما يسمح بمكافحة البكتيريا والفطريات في آن واحد.

ويأمل الفريق العلمي أن تساعد هذه النتائج شركات الأدوية في تطوير مضادات حيوية جديدة لمكافحة البكتيريا المقاومة لأنواع كثيرة من المضادات الحيوية الحالية.

لذلك لا تتحرج أخي القارئ من عرقك فهو يحتوي مواد طبيعية فعالة ضد الجراثيم وخصوصا تلك التي قد تهاجمك في الأماكن التي تزورها لأول مرة ، وان كنت من مؤيدي العلاجات الطبيعية والطب البديل.. فهنيئا لك هذا العلاج الفعال بين يديك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد