سنغافورة … شيئاً جميلاً وعظيماً على وشك الحدوث فيها … ستزين الأرض أشجاراً تشبه الأشجار ولكنها في الحقيقة مختلفة تماماً عن النباتات شكلاً ومضموناً وتجمع بين الجمال الشكلي والوظيفية …
ولكن كيف الوظيفية وكيف هي أشجار لا تشبه النباتات؟ هي أشجار صناعية مصنوعة من الأسمنت والأعمدة المعدنية وحافظات مياه الأمطار وتزن مئات الأطنان و تحتوي على نباتات متسلقة استوائية ونباتات أخرى لا تحتاج إلى التربة.
هي أشجار “سوبر ترييز” (Super Trees) مُصممة لجمع مياه الأمطار، وتوليد الطاقة الشمسية، ستجعل من مدينة سنغافورة مشهداً من أفلام الخيال العلمي يعرض حديقة عملاقة من المستقبل.
ثمانية عشر من “سوبر ترييز” ستزين الواجهة البحرية للمدينة الصغيرة في مبادرة “حدائق الخليج” لتحقيق المنفعة العامة من خلال الجذب السياحي تارة، وتوليد الطاقة النظيفة من خلال خلاياها الشمسية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة تارة أخرى، هذا بالإضافة إلى كونها مزودة بقنوات تهوية للمستنبتات الزجاجية تم إنشائها أسفل منها.
كما تبذل المدينة جهداً لإثراء المناظر الطبيعة، من خلال تخصيص مساحة 250 فدان لاستقبال النباتات من مختلف البيئات بشتى أنحاء العالم، والعناية بها لتستمر في الحياة وتغذية المكان بالكهرباء الشمسية، التي تولدها خلايا “سوبر تريز” الشمسية.
“حدائق الخليج” هو حلم تحقق من ثلاث أحلام ومشاريع لمدينة سنغافورة، فبستاني “غابات السحب” و “قبة زهرة” قيد الإنشاء بتصميم معماري مستوحى من زهور “الأوركيد” (السحلبية) الفاتنة.
استقبال”سوبر تريز” ليس شيئاً جديدا ومثيراً لطبيعة سنغافورة فقط، بل هو أيضاً حدثاً منعشاً لعيون سكان سنغافورة إذ أنه سيضفي روحاً مختلفة على التصميمات المعمارية بالمكان الذي غلب عليه تصميمات مركز ” إيسبلاندي”(Esplanade) للفنون التي تعكس ذوقاً موحداً.
تصميم “سوبر تريز” شكل من أشكال الحدائق بأفلام الأساطير أو الخيال العلمي، والتي تعتمد أفكارها على أحلام المؤلف ورؤية المخرج لتجسيد هذا الحلم، وها هو أحد هذه الأحلام خرج من دور العرض إلى أراضي سنغافورة، والحلم هو أحد علامات الحياة.
