تنين البحر الأزرق

0 1٬556

تنين البحر الأزرق (Glaucus atlanticus ) هو حيوان رخوي جميل من بطنيات القدم بزّاق بحري، لافقاري، حجمه الصغير يصل 3 سم يعيش في المحيطات طافياً على المياه الزرقاء للمحيط الأطلسي والهندي والهادئ في المياه الاستوائية والمعتدلة،

 
حيث يسترخى على سطح المياه مما يتيح للتيارات الهوائية والريح أن تحمله معها أينما اتجهت.
 
هذا المخلوق يمتلك ست زوائد تتفرع على شكل شعاعي، وله عضو للتغذية،
 
ويمتلك أعضاء التذكير والتأنيث معاً فيطلق عليه (خنثى) وحينما يحدث التزاوج بين اثنين لإنتاج سلاسل من البيوض توضع على الأخشاب الطافية أو الهياكل العظيمة للفرائس مما يبقى على الصغار على سطح المياه.

 

لكنك قد تتساءل ما الذي يجعل هذا المخلوق الصغير يطفو على السطح ؟!
 
إن تنين البحر الأزرق يمتلك القدرة على ابتلاع الهواء وتخزينه داخل كيس في معدته فهو يعيش حياة هانئة مسترخياً على سطح المياه والغريب أنه يطفو رأساً على عقب فالجانب البطني منه تتجه نحو الأعلى والجانب الظهرى لأسفل.
 
إن هذا المخلوق الرقيق الصغير يمتلك موهبة خاصة وهى قدرته على التمويه والخداع فكيف يقوم بحيله؟
 
إن الجانب البطني لونه أزرق فاتح بينما الجانب الظهرى لونه رمادي _ فضي،
 
فإذا سألت وما يفيده في ذلك ؟! أقول لك إن السر يكمن في طريقة استلقائه على سطح المياه الزرقاء إن الجانب البطني للأعلى بلونه الأزرق يندمج وينسجم مع لون مياه المحيط بينما اللون الرمادي الفضي ينسجم مع السطح الداخلي للمياه وبالتالي يحمى نفسه من الأعلى والأسفل ومن جميع الأطراف.
 
وإذا خرج من المياه لسبب ما فإنه يلتف حول بعضه مكوناً كرة شوكيه المظهر وعندما يرجع للماء يتفتح مرة أخرى.
 

لا يغرّنك شكل التنين الأزرق بجماله وصغر حجمه فتظنه مخلوقاً أليفاً ؟ ؟ ! إن تنين البحر الأزرق يتغذى على طائفة الهيدريات (حيوانات شبيهة بالنبات كقنديل البحر ) ويفضل منها قنديل البحر البرتغالي.
  
يعتبر قنديل البحر البرتغالي ( Portuguese Man-O-War) الذي يتميز بلسعة مؤلمة قاتل للإنسان ويمتلك سموماً قوية وهو أطول حجماً من تنين البحر ولكن هذا المخلوق يستطيع أن يتغذى عليه بسهولة وبأقل وقت ودون أن يحدث له أذى أو تسمم أو يصاب بأي لسعات!
 
يقول العلماء أن هذا التنين قادر على اللدغ أكثر فتكاً من قنديل البحر البرتغالي وذلك اعتماداً على كمية السم الذي يجمعها داخل جسمه؟ فكيف يحدث ذلك؟
 
حسناً، إن تنين البحر الأزرق يمتلك داخل جلده أقراصاً صلبة تعمل كحواجز وتطلق مادة هلامية تشكل طبقة ضد لسعات القنديل ولا يكتفى بحماية نفسه من السم بل يقوم باستخدامه مستقبلاً ضد الحيوانات التي تحاول افتراسه،
 
فعندما يلتهم المخلوقات السامة يخزن سمومها في حويصلات خاصة فوق أسنانه ويقوم بتركيز هذه السموم وتجميعها مما يجعله يمتلك سماً قوياً جداً.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد