أفاعي الكريت البحرية (Laticauda Colubrina)
أسرار الأفاعي – بقلم المستكشف زولتان تاكاكس
بالنسبة إلى المستكشف زولتان، نادراً ما يكون العثور على الأفاعي القاتلة أمراً يسيراً، ولكن أفاعي الكريت البحرية (Laticauda Colubrina) تشكل استثناء.
فحينما أطلت برأسها من الأمواج في مياه فيجي جنوبي المحيط الهادي، انتزعت أربعاً منها بوتيرة سريعة ومتعاقبة. ولحسن الحظ، فإنها لا تلدغ إلا نادراً. وأمسكت بإحدها من الرأس، ثم ضغطت على موضع قلبها لآخذ عينة من الدم، وأطلقت سراحها في الماء مجدداً.
ويحتوي الحمض النووي في خلايا هذه الأفعى على معلومات خام حول السموم التي يحويها السم. وتعتبر هذه السموم من بين أفضل الجزيئات القاتلة في الطبيعة، وهي تشكل موضوع البحث الذي أنجزه حالياً في جامعة شيكاغو.
لقد افتتنت بالأفاعي منذ أن قمت بتربية الأفاعي النفاثة في غرفتي عندما كنت مراهقاً في بودابست. ومنذ ذلك الحين، وبحكم عملي كمتخصص في علم الزواحف والبرمائيات، وطيّار وغواص بجهاز سكوبا، ومصور فوتوغرافي للحياة البرية، فقد سافرت إلى 13 بلداً لدراسة جميع أنواع الأفاعي السامة.
وقد تمكنت برفقة زملائي في الفريق من الإجابة على السؤال المحير: لماذا لا تنفق أفعى الكوبرا بسمها؟ وقذ تفضي أبحاثنا هذه إلى تطوير عقار جديد ينقذ حياة الناس من فتك الأمراض المناعية الذاتية (Autoimmune Diseases) مثل السكري والتصلب العصبي المتعدد.
ولم يدرس العلماء حتى الآن سوى أقل من ألف نوع من السموم الحيوانية، والتي يُشتق منها اثنتي عشر دواء أو نحو ذلك. ولكن مازال هناك حوالي 20 مليوناً أو أكثر من هذه السموم في الطبيعة، وأنا آمل أن أجمع عينات من أكبر عدد ممكن منها.
بيد أن هذا المسعى يطرح تحديات؛ فقد ممرت بالقراصنة والمتمردين والفيلة، ونجوت من ست لدغات من الأفاعي السامة، وتعرضت لبصقة سم على وجهي من أفعى الكوبرا. لكنني، بفعل حساسيتي من السم ومضاداته، تعلمت أن أكون أكثر حذراً، لأن على المستكشف أن يكون على دراية بحدود تحركاته، بعد ذلك يمكنه توسيعها.