خرفان مضيئة .. أحدث صيحات الهندسة الوراثية!!
النور الساطع معلوم المصادر .. الشمس .. البرق .. أو من قطيع الخرفان، لا أعني هنا ما تحدثه الهلاوس أو التخيلات .. إنها قطعان حقاً تبدو مثل الخراف نهاراً .. ولكن ما أن يهبط الظلام تتوهج بلون فلورنسي جذاب في الأشعة فوق البنفسجية!
تمكن مجموعة من علماء “معهد أوروجواي للاستنساخ الحيواني” وفرع “مونتيفيديو” من معهد “باستور” ومقره باريس (IPMon)، من التدخل في التركيب الجيني لمجموعة من أجنة الخراف وزرع جين التوهج الفلورنسي معملياً في أحد تطبيقات الهندسة الوراثية، ليخرج للنور أول جيل من الخراف المتوهجة في أمريكا اللاتينية.
في البحث الذي اشترك فيه ما يقرب من 13 عالماً، تم إدراج جين لبروتين التوهج بالألوان الفلورية الخضراء (GFP)، وهو بروتين اكتشف لأول مرة في نوع من أنواع قنديل البحر يُعرف بالـ “جيلاتين الكريستالي” (Crystal Jelly) واسمه العلمي (Aequorea victoria).
زرع العلماء الجين، ثم قاموا بزارعة تلك الأجنة في أرحام عدد من الأمهات البديلات، وبعد خمسة أشهر وُلدوا أصحاء، متوهجين كقنديل بحر في عتمة ليلة لم يزورها قمر.
وماذا بعد؟ ماذا ستصنع البشرية بخراف تتوهج في الظلام؟! هل أصوافها ستحل أزمة الكهرباء في المناطق النائية؟! هل سيساعدك توهجها أن تقبض على خرافك الهاربة ليلاً؟!
الحقيقة أن تلك التجربة كانت فكرة لاختبار إن كان إدراج الجينات فعال في حد ذاته ،أي أن التجربة لم تكن بهدف إنتاج التوهج قدر ما كانت بهدف اختبار الفكرة ككل .. وبنجاح تلك الخطوة .. يوجه العلماء أنظارهم صوب إدراج المزيد من الجينات ذات قيمة، واستخدام تقنية الإدراج في توليد أجيال من الأغنام والأبقار والماعز تنتج الأدوية البشرية في حليبها، كإدراج الجين المسئول عن إنتاج الأنسولين على سبيل المثال واختصار شيء من معاناة مرضى السكري.
ولكن في الوقت الراهن كل ما تقدر الخراف على عمله هو التوهج، ستعيش كملوك بين ذويها إلي أن توافيها المنية، حيث تعيش منعمة وممنوع على أحد ذبحها لاستكمال البحث والدراسة، والسؤال هنا ماذا إذا تزاوج اثنين من القطيع، هل يكتسب أبنائهم صفة التوهج وتورث لأحفادهم؟!