مِنى، مدينة الخيام …. صور
مِنى (بكسر الميم وفتح النون)، هي منطقة صغيرة، تقع في بطن وادٍ منخفض يبعد حوالي 8 كم شرق مدينة مكة المكرمة، في غرب المملكة العربية السعودية. تعرف المنطقة كموضع أداء إحدى شعائر الحج، إذ يبيت فيها الحجاج في ليالِي أيامِ التَّشريقِ، كما أنها موقع رمي الجمرات.
ويقع مشعر “مِنى” بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، وهو وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.
وفي بطن هذا الوادي الذي تبلغ مساحته 20 كيلومتراً مربعاً وعلى مد البصر تغطي الخيام كل مساحة فيه. وقد رتبت بعناية صفاً صفاً. وفي هذه الخيام يبيت الحجاج لأيام معدودات من كل موسم حج. أما بقية العام فتكون مِنى مهجورة تقريباً.
هناك أكثر من 100 ألف خيمة مكيفة، ومساحة كل خيمة 8 أمتار × 8 امتار، كما توجد أيضاً خيام بمقاسات تتراوح ما بين 6 × 8 و 12 × 8 أمتار. تستوعب تلك الخيام نحو مليونين وست مئة ألف حاج. وتم ترميز كل خيمة بلون ورقم حسب البلدان، ويفترض أن يضع جميع الحجاج إشارات بنفس لون ورقم الخيام، تفيد في حال ضياعهم.
وروعي في خيام منى مقاومتها للعوامل المناخية، كالعواصف والرياح، ومرونة أجزائها للتشكيل والتركيب. واستخدم في صناعة الخيام أنسجة زجاجية مغطاة بمادة “التفلون” لمقاومتها العالية للاشتعال، وعدم انبعاث الغازات السامة منها، إلا في درجات حرارة عالية.
وروعي في اختيار شكل الخيام ملائمتها للطابع الإسلامي، واستعمال أفضل التقنيات الحديثة في مراحل التصنيع والتنفيذ، بما يتيح الاستفادة القصوى من مساحة المشعر. واتخذت إجراءات لتوفير الأمن والسلامة من أخطار الحريق، حيث أنشئت شبكة لإطفاء الحريق.
وعلى أسس الأمن والسلامة والملائمة للمحيط العام ووظيفة المخيمات، قسمت كل قطعة أرض إلى عدة مخيمات، تحدها أسوار، مرتبطة ببعضها بممرات متناسقة، مشتملة على الخدمات العامة، حيث وفرت في وسط المخيم مجموعة من دورات المياه ومرافق للوضوء، وعند المدخل خيمة مخصصة للمطوف، بجانبها تجهيزات توزيع الطاقة الكهربائية والمطبخ، ومكب للنفايات.
وطوق كل مخيم بأسوار معدنية تتخللها أبواب رئيسية وأخرى للطوارئ، يسهل فتحها من داخل المخيم، كما يتخلل المخيم ممرات تم رصفها وإنارتها وتزويدها بعلامات إرشادية، ومخارج الطوارئ وغيرها من الخدمات.
ويشتمل مشروع الخيام على شبكة للتكييف، وخراطيم للمياه داخل المخيمات، وصناديق يحتوي كل منها على خرطوم بطول 30 مترًا، مع طفايات للحريق موزعة بالممرات داخل المخيم بمعدل صندوق لكل 100 متر طولي، للاستخدام عند الحاجة حتى وصول الدفاع المدني.
وزوّدت كل خيمة برشاشات للمياه تعمل بشكل تلقائي بمجرد استشعارها للحرارة، وبمجرد انبعاث المياه من هذه الرشاشات يتم صدور صوت جهاز الإنذار في خيمة المطوف، للتنبيه إلى الخطر، كما تشتمل الخيام على طفايات للحريق بوزن 6 كيلو جرامات بمعدل طفاية لكل خيمة، فيما تبلغ الخزانات الخاصة بشبكة الحريق 200,000 ألف متر مكعب، يخصص جزء منها للمكيفات الصحراوية المستخدمة في المخيمات والجزء الآخر لإطفاء الحريق.
صور مِنى Mina, Makka – Saudi Arabia