من هدايا الرحمن .. يوم الجمعة
هي ليلة قيل فيها:
من قرأ سورةَ الكهفِ ليلةَ الجمعةِ ، أضاء له من النورِ ما بينه وبين البيتِ العتيقِ.
ما من مسلم يموت يوم الجمعة ، أو ليلة الجمعة ، إلا وقاه الله فتنة القبر.
من قرأَ الدُّخانَ في ليلةِ الجمعةِ غُفِرَ له.
إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة ، فلا يقبل عمل قاطع رحم.
وهو يوم كان فيه:
دخول محمد يثرب ليضيأها بنور الاسلام وتصبح المدينة المنورة.
ثبات محمد واصحابه امام المشركين فى بدر وانتصارهم عليهم.
إنها ليلة ويوم الجمعة…هدية من هدايا الرحمن لنا.
سر أسم يوم الجمعة
سمي الجمعة بهذا الاسم مشتقاً من “الجمع”، فالمسلمون يجتمعون فيه كل اسبوع للصلاة ، وفيه كمل جميع الخلائق، وفيه خُلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، وفيه تقوم الساعة، كما ثبت بذلك فى الاحاديث الصحيحة، وثبت ان الأمم قبلنا أُمروا به فضلوا عنه، واختار اليهود يوم السبت، واختار النصارى يوم الاحد، واختار الله لهذه الامة يوم الجمعة الذي اكمل الله فيه الخليقة. وقد أمر الله المؤمنين بالاجتماع لعبادته يوم الجمعة فقال تعالى:
(يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون)
في صلاة الجمعة
قال الامام احمد عن ابي ايوب الانصاري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب اهله ان كان عنده، ولبس من احسن ثيابه، ثم خرج حتى ياتي المسجد فيركع ان بدا له ولم يؤذ احدا، ثم انصت اذا خرج امامه حتى يصلي كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة الاخرى) اخرجه الامام احمد
فمن يخرج للقاء الرحمن فى يوم الجمعة , يخرج فى اجمل صورة .. فهو يغتسل ويلبس أحسن ثيابه ويتطيب .
أول خطبة جمعة للرسول
عندما وصل رسول الله الى المدينة يوم الاثنين نزل بقباء لاثنتي عشرة ليلة من ربيع الأول حيث بدأ وقتها التاريخ الهجرى , وأقام هناك حتى يوم الخميس وأسس هناك اول مسجد بني فى الاسلام , ثم خرج يوم الجمعة الى المدينة وحان وقت صلاة الجمعة وهو بين قباء والمدينة فاتخذ هناك مسجدا وجمع الناس وخطب فيهم أول خطبة جمعة في المدينة حيث قال فيها :
“الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره و أستهديه، وأومن به ولا أكفره وأعادي من يكفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، ارسله بالهدى والنور والموعظة على فترة من الرسل وقلة من العلم وضلالة من الناس وانقطاع من الزمان ودنو من الساعة وقرب من الأجل، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى وفرط وضل ضلالا بعيدا، وأوصيكم بتقوى الله، فإنه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضه على الآخرة وأن يأمره بتقوى الله، فاحذروا ما حذركم الله من نفسه، ولا أفضل من ذلك نصيحة ولا أفضل من ذلك ذكرا، وإن تقوى الله لمن عمل به على وجل ومخافة من ربه عون صدق على ما تبغون من أمر الآخرة، ومن يصلح الذي بينه وبين الله من أمره في السر والعلانية لا ينوي بذلك إلا وجه الله يكن له ذكرا في عاجل أمره وذخرا فيما بعد الموت حين يفتقر المرء إلى ما قدم، وما كان من سوى ذلك يود لو أن بينه وبينه أمدا بعيدا، ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد، والذي صدق قوله وأنجز وعده لا خلف لذلك، فغنه يقول عز وجل: (ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد)، فاتقوا الله في عاجل أمركم وآجله في السر والعلانية، فإنه من يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا، ومن يتق الله فقد فاز فوزا عظيما، وإن تقوى الله يوقي مقته ويوقي عقوبته ويوقي سخطه، وإن تقوى الله يبيض الوجوه ويرفع الدرجة، خذوا بحظكم ولا تفرطوا في جنب الله، قد علمكم الله كتابه ونهج لكم سبيله ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين فأحسنوا كما أحسن الله إليكم وعادوا أعداءه وجاهدوا في الله حق جهاده، هو اجتباكم وسماكم المسلمين ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة ولاحول ولا قوة إلا بالله، فأكثروا ذكر الله واعملوا لما بعد اليوم، فإنه من يصلح ما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس، ذلك بأن الله يقضي على الناس ولا يقضون عليه ويملك من الناس ولا يملكون منه، الله أكبر ولا قوة إلا بالله العظيم .”
هكذا قال ابن جرير في السند وذكر القرطبي في تفسيره عن أول خطبة جمعة لنبينا صلوات الله وسلامه عليه…وهذه هي بعض من كثير من أفضال ليلة ويوم الجمعة.