تاج محل – قصة حب خالدة! وأحد عجائب الدنيا السبع!

0 1٬112

تاج محل (بالهندية:‏ ताज महल‏)‏ هو ضريح ومن أعظم مساجد العالم من جهة التصميم والزخارف والمواد المستعملة. موجود فى اكرا فى شمال الهند، بناه الامبراطور المغولى شاه جهان كتكريم لذكرى زوجته المحبوبة الحسناء أرجومند بانو بيغوم، المعروفة باسم ممتاز محل ومعناها “مختارة القصر”.


 

 
يعتبر تاج محل من أروع الأمثله على تطور فن المعمار عند المغول حيث أنه يجمع فى تناغم جميل بين العمارة الهندية والفارسية الاسلامية. وقد أعلنت اليونسكو سنة 1983م أن تاج محل موقع تراث عالمى ووصفته بإنه: “درة الفن الاسلامى فى الهند ومن أجمل نماذج التراث العالمى الفنى والذي يتفق الكل على روعته”.
 

 
بدء بناء تاج محل سنة 1632م وانتهى من بناءه سنة 1653م، والمهندس الذي صممه (فى الغالب) فارسى اسمه ” أستاذ احمد لاهورى “. استخدم أكثر من 20 ألف عامل يومياً لإنجاز الضريح، وكلف 40 مليون روبية.
 
وقد تم جلب المعماريون والحرفيون إلى أكرا من بغداد ومن القصور العثمانية في تركيا وقدم مصممو الحدائق من كشمير والخطاطون من شيراز والحجارون والنحاتون وحرفيو الجص ومصممو القباب والبناؤون من بخارى والقسطنطينية وسمرقند.
 
ينتصب تاج محل وسط مساحات شاسعة من الحدائق على الضفة الجنوبية لنهر جومنا ، ويشرف على مدينة أكرا الهندية ، مدينة أباطرة المغول والتي كانت عاصمتهم في ذلك الحين.
 

 
إلى أن قام الإمبراطور شاه جهان الذي حكم الهند قبل أكثر من 300 سنة بنقل العاصمة من أكرا إلى مدينة دلهي، التي تبعد عنها حوالي 204 كم، والتي غدت عاصمة الهند حتى يومنا هذا. ومع أن أشهر ركن في هذا الصرح التاريخي هو ضريح الزوجة (ممتاز محل) بقبته الرخامية البيضاء، إلا أن هذا المجمع الضخم الذي يمتد على مساحة 42 فداناً يتضمن أيضاً مساجد ومآذن ومباني أخرى، ولبناء هذه التحفة المعمارية الفاتنة حرص شاه جيهان على استخدام أعلى المهارات المتوفرة في عصره لبناء هذا الصرح العظيم.
 
بُني تاج محل من الرخام الأبيض النقي (marble) الذي تم استخراجه من محجر جبل “ماكراتا” والذي يبعد 563 كم (في إقليم راجستان)، تم استحضار الحجر الرملي الأحمر من دلهي كما أحضرت الحجارة الكريمة بالقوافل من كل أنحاء الأرض: اليشب من البنجاب والعقيق الأحمر من بغداد والفيروز من التيبت والملكيت واليشم والكريستال من تركستان وغيرها من اللؤلؤ والماس والزمرد والصفير… أكثر من أربعين نوعاً من الأحجار الكريمة.
 

 
يبلغ ارتفاع المبنى حوالي 61م بإكساء من الرخام الأبيض بكامله، وكتبت عليه آيات من القرآن الكريم باللون الأسود. وقد تم ترصيع وتزيين جدران المبنى بالأحجار الكريمة والعقيق وزهور عباد الشمس وأحجار الفيروز، في تنسيق رائع يبهر الأبصار ويسلب العقول، كما تحيط بالمبنى من كل جانب مجموعة من القباب الكبيرة والصغيرة غير المتصلة، والتي يصل ارتفاع بعضها الى 41 متراً.
 
ومن أجمل اللمسات الفنية المبهرة لهذا الصرح العظيم هي بلورات الرخام الأبيض المتلألئة، نتيجة لانعكاس ضوء القمر في منتصف كل شهر ليعطي منظراً مهيباً يأخذ بالألباب ويثير البهجة في النفوس، وكأن المكان يشع بالنور وسط الظلام. وكانت تحيط بالمبنى حديقة كبيرة تعتبر قمة في التخطيط والتنسيق الرائع حيث كانت تضم النافورات الجميلة والأشجار العالمية المشكلة بطرق هندسية فريدة.
 

 
وقد كان بناء هذه التحفة المعمارية مشروطاً بتنفيد أربعة طلبات طلبتها ممتاز من زوجها قبل موتها، وتعكس جميعها مدى الحب وعمق الشعور التي كانت تكنه له وهي:
ـ أن يبني تاج محل.
ـ أن يتزوج بعدها.
ـ أن يحسن معاملة أبنائه.
ـ أن يقوم بزيارة الضريح في الذكرى السنوية لوفاتها.
 

 
ولكن وللأسف لم يستطع الوفاء إلا بالوعدين الأول والثاني وعندما اعتقل لمدة ثماني سنوات توفى في آخرها (1966) في القلعة الحمراء الكبيرة التي تقع أمام تاج محل، كان ينظر يومياً إلى هذا الصرح الخالد لا يبكى على زوال عرشه وخلعه من الحكم بقدر بكاءه على وفاة زوجته الغالية التي لم تستطع امرأة سواها أن تمنحه الحب الذي منحته إياه، ولم يستطع أي شيء في العالم أن يعوضه الحنان الذي إفتقده بعد وفاتها. كان يعزي شاه جيهان وقوفه أمام مرآة وضعها له أحد المهندسين في أحد الأعمدة تعكس صورة الضريح الذي يبعد عدة أميال عن سجنه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد