لو لم يكن للطائر ريش لما عاش على ظهر الأرض إنسان أو حيوان !
لو لم يكن للطائر ريش، لما عاش على ظهر الأرض إنسان أو حيوان ! لأن الريش هو الكساء الذي يغطي جسم الطائر ويصونه من حر الصيف،
وبرد الشتاء ولولاه لهلك الطائر وزال أهم عامل طبيعي يعوق نمو الحشرات التي تضر بالمزروعات،
فتنتشر هذه الحشرات انتشارا مروعا وتحصد الزرع وتصبح الأرض قبرا لا دبيب للحياة فيها…..
إن في الطبيعة توازنا عجيبا بين الحشرات والطيور:
فالحشرات تظهر في أواخر الربيع من بيضة وضعت في العام السابق أو من شرنقة كانت تضمها في الشتاء،
وفي الوقت الذي تتكاثر فيها الحشرات تكون صغار الطيور قد خرجت من بيضها واحتاجت إلى الغذاء…
فيجمع لها أبواها الحشرات بمقادير كبيرة من مطلع الشمس إلى مغربها،
فينقص عدد الحشرات نقصا بالغا ولولا ذلك لأصبحت الحشرات وباء يعجز الإنسان عن مكافحته ومن الريش يتكون جناح الطائر الذي يحمله من مكان إلى آخر باحثا عن قوته وقوت فراخه وهو الذي يمكنه من الهجرة في الشتاء عندما يندر الغذاء وتقل الحشرات.
وفي جناح الطائر قدرة خفية لا يعرف مصدرها، فالقطار مثلا يقطع المسافات الشاسعة بقوة البخار الدافعة،
ولكن جناح الطائر يحمله مئات الأميال دون أن يستمد طاقة من الخارج، وقد يرفرف الجناحان بسرعة عظيمة مدة طويلة من الزمن مدفوعين بقوة كافية لا يدرك منشؤها ولا المورد الذي يغذيها وتتضح هذه الظاهرة في طائر الطنان الذي يزيد حجمه عن قليلا عن النحلة،
فانه يستقر في الهواء تحت زهرة بها رحيق مرفرفا بجناحيه بسرعة كبيرة جدا حتى يخيل للرائي أنهما ساكنان…
وللطيران أسرار كبيرة لا زالت مجهولة في عالم الإنسان لقد قام علماء الطيور ببحوث لمعرفة متى وكيف تنام الطيور المهاجرة لعدة أسابيع متوالية،
فثبتوا بعض الأجهزة الدقيقة تحت أجنحتها، فاتضح لهم أن عددا من الطيور وسط المجموعة المهاجرة تنام بالتناوب مع المجموعة التي تليها لمدة عشر إلى خمس عشرة دقيقة،
وتوجه نفسها أثناء نومها بصرخات المجموع .وهذه المدة كافية لتستعيد قوتها ونشاطها…
وإذا ما قارنا عضلات صدر الطائر بعضلات الإنسان آخذين بعين الاعتبار حجم كل منهما نجد أن عضلات الطائر أضخم وأقوى من عضلات الإنسان،
وهذا هو السبب في أن الطائر يستطيع العمل الشاق لمدة أطول بكثير دون أن يصاب بالإعياء.nbsp;
إن في الطبيعة توازنا عجيبا بين الحشرات والطيور: