نضوب الأوزون … أسبابه، أضراره، تأثيره، حلول!! معلومات هامة

3 2٬000

الأوزون هو غاز ذو لون ازرق، يتكون من ثلاث ذرات من الأكسجين صيغته الكيميائية O3، ونسبته في الغلاف الجوى ضئيلة قد لا تتجاوز في بعض المناطق واحد في المليون، وهو غاز سام.


 

 
مكان الأوزون:
يوجد الأوزون طبيعياً في طبقة الستراتوسفير، ويرجع وجوده إلى سلسلة من التفاعلات بين الأكسجين الجزئى والذرى، ولايبقى الاوزون المتكون لفترة وجيزة ثم يتفكك بفعل ضوء الشمس إلى جزئي أكسجين، ثم يتكون وفى النهاية نحصل على شكل يبقى دائماً على طبقة من الأوزون في منطقة الستراتوسفير متوازنة، وهذا التوازن يعتمد على سرعة تكوينه وسرعة تفكك الأوزون. وعندما يحدث تداخل لبعض المواد مع هذه السرعة يحدث خللا في الاتزان، إما بزيادة تركيز الأوزون أو بالعكس تحلل الأوزون من منطقة الستراتوسفير.
 
تأثير الأوزون على الحياة:
السبب الرئيسي لوجود الأوزون في الغلاف الجوي هو أنه يحمى الأرض من الأشعة فوق البنفسجية التي تصلنا من الشمس، والتي يتولى امتصاص أكثرمن 99% منها، وبذلك يحمى أشكال الحياة المعروفة على سطح الأرض، وهذا ما يجعل الحياة على كوكبنا ممكنة على خلاف بعض الكواكب الأخرى في نظامنا الشمسي.
 
الأوزون في طبقات الجو السفلى:
على العكس من طبقات الجو العليا، فإن تواجد الاوزون في طبقات الجو السفلى يسبب اضرارا كبيرة. فاستنشاق جزء يسير من الاوزون مع الهواء يسبب صداع وآثار صحية غير محمودة. كما أنه يؤثر على الرئتين ويضعف مقاومتها للبكتريا، وقد يسبب تحطما للخلايا. كما أنه يدمر المطاط والبوليمرات، ويجعل عمرها أقصر، وخصوصا اطارات السيارات. والسبب الرئيسي لتكون الاوزون في الطبقات السفلى هو عادم السيارات وأدخنة المصانع.
 

 
نضوب الأوزون:
أوضحت القيـاسات التي تمت بواسطة الأقمار الصناعية، أن كمية الأوزون في الغلاف الجوي قد نقصت بنسبة 5% عام 1978 عما كانت عليه عام 1971، وبلغت نسبة النقص 2.5 % في الفترة الواقعة ما بين 1979 – 1985، في المنطقة الواقعة بين خطي عرض 53 شمالا وجنوبا، ونتيجة لاستهلاك الأوزون، اكتشف ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي عام 1985، حيث وصل النقص إلى 50 %.
 
ويظهر الثقب في شهري أغسطس وسبتمبر من كل عام فوق القارة القطبية الجنوبية، ثم يأخذ في الاتساع في شهور الخريف، ثم ينكمش ويختفي في شهر نوفمبر. ويحدث الثقب داخل الدوامة القطبية، وهي كتلة كبيرة من الهواء المنعزل نسبيا فوق القارة القطبية الجنوبية، خلال الشتاء القطبي والربيع، ومع أن الثقب يظهر موسميا إلا أنه يزداد سوءا في كل مرة يظهر فيها عن سابقتها، ونتيجة اتساع القطب الجنوبي فإنه ينذر بمخاطر سوف تتعرض لها جنوب الأرجنتين.
 
توقع العلماء أن لا يقتصر نضوب طبقة الأوزون على القطبين. وتآكل طبقة الأوزون أخطر من ثقب الأوزون والنقص يتراوح بين 3% فوق الدول الصناعية الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا وروسيا، ويصل النقص في الشتاء إلى 4.7 %. وقد أكد دونالد هيس 1989 أن تلفا كبيرا حدث فوق الدنمارك والنرويج وفنلندا، وفي بعض مناطق أوروبا خاصة أعلى جبال الألب.
 

 
 
أسباب تلف طبقة الأوزون:
مركبات الكلوروفلوركربون: وهي مواد عضوية يدخل في تركيبها الكلور والفلور والكربون. وتصل كمية الإنتاج العالمي من هذه الغازات سنويا حوالي 1400 مليون طن، منها 970 ألف كجم من النوع المدمر للأوزون. وتأتي أمريكا على رأس الدول التي تستهلك مركبات الكلوروفلوروكربون حيث تنتج 350 مليون طن سنويا.
 
وتدل الإحصائيات على أن كمية مركبات الكلوروفلوروكربون 11 و 12 (وهما الأرخص ثمنا إلا أنهما الأكثر ضررا للأوزون) قد تضاعفت ثلاث مرات أضعاف الكمية المتراكمة بين عامي 1970 – 1980. وبجانب الغازات يوجد مركبات الهليوم المسببة لاستنفاد الأوزون، وتستخدم مركبات الكلورفلوروكربون في تجهيز أساسيات البيوت، وفي العبوات المستخدمة لمكافحة الحرائق، وفي مبيدات الحشرات، وفي العبوات المستخدمة في تصفيف الشعر، ومزيلات الروائح، وغيرها من مستحضرات التجميل.
 
كما تستخدم بنسبة لا تتجاوز 10 % في الحاسبات، والمرناة (التلفزيون)، وأجهزة الإرسال والإستقبال، وتستخدم كمذيبات ومبردات. وهذه المركبات تتحلل إلى ذرات الكلور والفلور. وهي قادرة على المساهمة في تحويل الأوزون إلى أوكسجين. وتسعى الدول الصناعية إلى استبدال هذه المركبات بأخرى غير ضارة بطبقة الأوزون، نتيجة للمؤتمرات الدولية التي أكدت على ضرورة الاستغناء عن هذه المركبات الضارة بطبقة الأوزون.
 
– أكاسيد النيتروجين: منها أول أكسيد الكربون، الذي يتحول إلى حمض النتريك. ومنها أكسيد النيتروجين السام، وهو يلون الجو ويجعل الرؤية صعبة بحسب تركيزه. ويتوقع العلماء زيادة أكاسيد النيتروجين من 11 – 30 مليون طن في الجو، والحدود المسموح بها لتركيز النيتروجين 3-10 جزء في المليون.
 
ونتيجة تركيزها في الطبقات السفلى، يحدث اختزال ضوئي لثاني أكسيد النيتروجين بواسطة الأشعة فوق البنفسجية، إلى أكسيد النيتروجين وأوكسجين ذري، ثم يتفاعل الأوكسجين الذري مع جزيء آخر.
 
وقد يتفاعل الأوكسجين الذري، وثاني أوكسيد النيتروجين الذري، وثاني أوكسيد النيتروجين، والمركبات الهيدروكربونية، مثل الميثان والإيثان وغيرهما. وتتكون مجموعات نشطة تدخل هي الأخرى في سلسلة من التفاعلات، لتكون مجموعات كثيرة مثل الفورم ألدهيد والأوزون.
 
– التجارب النووية: وهي تتلف الأوزون بنسبة 20-70% وخاصة التفجيرات الهوائية.
 
– الانفجارات البركانية: وهي مسؤولة عن تآكل طبقة الأوزون، حيث تقذف حوالي 11 طن من كلوريد الهيدروجين و 6 مليون طن من كبرتيد الهيدروجين للغلاف الجوي سنويا، مما يؤدي إلى تفاعل الكلور وحمض الكبريت مع الأوزون بطبقة الستراتوسفير عقب اندلاع بركان الشيكون بالمكسيك عام 1982، والذي لم يكن له تفسير مقنع من قبل وذلك على حد قول الأمريكيين، إلا أن ثورة البراكين يمكن اعتبارها أحد الأسباب الجزئية المدمرة لطبقة الأوزون، نظرا لأن النشاط البركاني معروف منذ ملايين السنين دون تأثير ملموس على طبقة الأوزون.
 
– العوامل الجوفيزيائية: يرجح العلماء أن سبب نضوب طبقة الأوزون في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية، إلى عوامل جيوفيزيائية تتعلق بالأعاصير والنشاط الشمسي.
 

 
أضرار نضوب الأوزون على الكائنات الحية:
اتساع ثقب الأوزون يؤدي إلى تعرض الأرض للأشعة فوق البنفسجية، حيث يؤدي ذلك إلى خلل في جهاز مناعة الإنسان، والإضرار بالعيون، وارتفاع الإصابة بسرطان الجلد.
 
أما بالنسبة للنباتات، فقد ثبت أن التعرض لكميات الأشعة فوق البنفسجية تلحق الضرر باليخضور، وبالتالي انخفاض القدرة الإنتاجية، مما يهدد الأمن الغذائي على سطح الكرة الأرضية.
 
أما بالنسبة للحيوانات، فهي تمتاز بوجود الشعر أو الريش، فهي أقل ضررا بالإصابة بسرطان الجلد، ولكن عند تعرضها لكمية إشعاع مرتفعة فأغلب الظن أنها سوف تعاني من الضرر، مثل إصابات العيون، والتغييرات الجينية التي تحدث طفرات عديدة.
 
أما بالنسبة للعوالق النباتية واليرقات، فإنها أول ما تتأثر بالإشعاع المتزايد، كونها طافية على سطح البحر، وأما الأحياء المائية الأخرى، فيعتقد العلماء بأنها أكثر أمانا من غيرها نتيجة وجود الماء الذي يحميها.
 
ويعتقد العلماء أن تسارع نضوب الأوزون سوف يؤدي إلى اختلالات عالمية ضارة في مناخ الأرض، علما بأن مركبات الكلورفلوروكربون هي ضمن غازات الاحتباس الحراري.
 

 

تأثير ثقب الأوزون على الحياة:
– نقص المحاصيل الزراعية.
 
– إصابة الثروة الحيوانية بالأمراض.
 
– تأثير الأشعة فوق البنفسيجية على الثروة السمكية.
 
– حدوث الشيخوخة المبكرة وتسمم الدم والإرهاق العصبى.
 
– ضعف الجهاز المناعى في الجسم وعدم مقاومةأنتشار الأورام السرطانية.
 
– انتشار سرطان الجلد: قد أوضح علماء الطب أن أكثر من 7% من الإصابة بسرطان الجلد يكون أيجابياً ومميتاً وهو ما يعرف باسم ميلانوما.
 
– التأثير الوراثى: عندما يتعرض جلد الإنسان لقدر كبير من الأشعة فوق البنفسجية، يمكن أن يحدث تلفاً في نويات خلايا البشرة الخارجية للجلد المركز بالحمض النووى.
 

 
الحلول المقترحه للتقليل من تاكل طبقه الاوزون:
السويد هي أول دولة تمنع استخدام الرشاشات (مثل المبيدات الحشرية) التي تحتوي على كلوروفلوروكربون (CFC) في 23 يناير, 1978. تلتها بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية, كندا والنرويج.
 
وقد منعت المجموعة الأوروبية اقتراح مشابه. حتى في الولايات المتحدة، ما زال غاز كلوروفلوروكربون يستخدم في أماكن أخرى، مثل الثلاجات، والمنظفات الصناعية، حتى بعد اكتشاف ثقب طبقة الأوزون بالقطب الجنوبي في سنة 1985. بعد محادثات ومعاهدة دولية (بروتوكول مونتريال)، تم وقف إنتاج كلوروفلوروكربون (CFC) بشكل كبير ابتداً من 1987 وبشكل كامل في عام 1996.
 
في 2 اغسطس 2003, قام العلماء بالإعلان ان استنزاف طبقة الأوزون قد بدأ يتباطأ بعد حظر استخدام الكلوروفلوروكربون (CFC).
 
ثلاث أقمار اصطناعية، وثلاث محطات أرضية أثبتت بطئ استنزاف طبقة الأوزون العليا بشكل كبير خلال العقد الماضي. تمت الدراسة من خلال منظمة الإتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي (American Geophysical Union).
 
بعض الإنحلال ما زال قائم في طبقة الأوزون، بسبب عدم قيام بعض الدول بمنع استخدام الكلوروفلوروكربون (CFC)، بالإضافة إلى وجوده مسبقاً في طبقة الستراتوسفير قبل منع استخدامه، حيث له فترة انحلال طويلة من 50 إلى أكثر من 100 سنة، ولذلك تحتاج طبقة الأوزون لرجوعها بشكل كامل لعدة عقود.
 
حالياً يتم تركيب مكونات تحتوي على (C-H) لتحل كبديل لاستخدام الكلوروفلوروكربون (CFC)، مثل هايدروكوروفلوروكربون (HCFC)، حيث أن هذه المركبات أكثر نشاط، ولحسن الحظ لا تبقى فترة كافية في الغلاف الجوي لتصل إلى طبقة الستراتوسفير حيث تؤثر على طبقة الأوزون.

3 تعليقات
  1. منى يقول

    ماهي المواد التي يمكن ان تحل محل الكلوروفلوروكربون ولا يكون لها ضرر بالبيئه او اضرارهاا قليله ؟؟

  2. shady00071 يقول

    تم طرح غازات صناعية بديلة تستخدم مركبات الهيدروفلوروكربونات HFC خالية تماماً من ذرات الكلور، أو استخدام مركبات الهيدروكلوروفلوركاربونات HCFC التي تحتوي على عدد قليل من ذرات الكلور، حيث أن فترة بقاء هذا المركب في الجو حوالي 15 سنة مما يقلل كثيراً من الضرر على البيئة.

  3. shady00071 يقول

    وأيضا أختي الفاضلة الفقرة الأخيرة في الموضوع أعلاه فيها رد على سؤالك:

    “حالياً يتم تركيب مكونات تحتوي على (C-H) لتحل كبديل لاستخدام الكلوروفلوروكربون (CFC)، مثل هايدروكوروفلوروكربون (HCFC)، حيث أن هذه المركبات أكثر نشاط، ولحسن الحظ لا تبقى فترة كافية في الغلاف الجوي لتصل إلى طبقة الستراتوسفير حيث تؤثر على طبقة الأوزون.”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد